أكد رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي تمسكه بقراره تشكيل حكومة تكنوقراط غير متحزبة قائلا في هذا الخصوص «أنا مقتنع بهذا الخيار وهو أفضل الحلول بالنسبة إلى الوضع في تونس فهو يخدم مصلحتها ويجنبها مزيدا من التوتر». وأضاف في تصريح لوسائل الاعلام عشية أمس الجمعة بدار الضيافة بقرطاج قوله إن الحكومة الجديدة ستكون محايدة عن الاحزاب وستعمل جهدها من أجل تحقيق أهداف الثورة والوصول الى الاستحقاق الانتخابي بسرعة، داعيا الاحزاب السياسية الى دعم هذه الحكومة. وقال الجبالي في هذا الصدد للأسف هناك أحزاب بدأت تملي شروطها وكأنها تبحث عن تعلات لإفشال هذه المبادرة وأدعوها إلى عدم عرقلة الحكومة الجديدة وأن تتجرد من النظرة الحزبية الضيقة على حد تعبيره. وأكد ثقته في مساندة حركة النهضة لقراره لإنقاذ البلاد قائلا أنا متأكد أن صوت الحكمة سيتغلب على كل الاعتبارات لنصرة هذا الشعب.
وحول مدى صحة هذا القرار من الناحية الدستورية أوضح الجبالي أن المسألة تتعلق بتحوير وزاري وليس بحكومة جديدة بمعنى أنه سيتم الابقاء على الوزراء التكنوقراط في الحكومة الحالية مع اضافة تكنوقراط جدد على حد قوله. وبين في ذات السياق أنه لن يذهب إلى المجلس الوطني التأسيسي لتزكية حكومة التكنوقراط لأنه لم يعلن عن استقالته أو استقالة الحكومة الحالية.
وأوضح أنه إذا لم يجد الدعم لهذه الحكومة فإنه بإمكانه التوجه إلى المجلس التأسيسي لطلب الثقة رغم أنه ليس مضطرا للقيام بذلك مبينا أنه في حالة عدم حصول الحكومة على الثقة من المجلس التأسيسي فانه سيتم تكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة على حد قوله. وأفاد أنه سيعلن قريبا عن حكومته الجديدة باعتبارها جاهزة تقريبا مشيرا إلى أنه سيقوم باستشارة الاحزاب السياسية خلال مدة وجيزة لا تتجاوز 24 ساعة حول التشكيلة الحكومية الجديدة. وأكد أنه من الشروط التي يجب أن يتمتع بها الوزراء الجدد أن يكونوا مستقلين وغير متحزبين والا يكونوا متورطين في الفساد في عهد النظام السابق وأن يقبلوا بعدم الترشح للانتخابات القادمة وأن يكونوا من الكفاءات الوطنية. وبخصوص تصريحات رئاسة الجمهورية حول قراره بتشكيل حكومة جديدة قال الجبالي أنصح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن يتريث قبل اطلاق التصريحات.