أسدل الستار أمس الأول على النسخة 29 من كأس إفريقيا للأمم بتتويج نيجيريا باللقب للمرة الثالثة في تاريخها وقد شهدت هذه الدورة العديد من الأرقام والأحداث التي سيدونها التاريخ وذلك في انتظار المزيد في «كان» 2015 بالمغرب. بعد مرور 19 عاما، تربعت نسور نيجيريا مجدّدا على عرش الكرة الإفريقية بحكم أن اخر تتويج لهذا المنتخب يعود إلى عام 1994 عندما تحصل زملاء «راشدي ياكيني» على اللقب القاري في الدورة التي أقيمت في تونس انذاك وقد جاء اعتلاء نيجيريا لمنصة التتويج في النسخة الحالية بجنوب إفريقيا بعد فوزها في النهائي على حساب بوركينا فاسو ليؤكد أن المنتخب النيجيري تخلص من عقدة الإخفاق في الأمتار الأخيرة بما أنه كثيرا ما بلغ الأدوار المتقدمة لكنه يتنازل عن اللقب بطريقة غريبة لبقية المنتخبات الأخرى، ويكفي أن نشير في هذا السياق إلى أن نيجيريا تحصّلت في سبع مرات على المركز الثالث وخسرت الدور النهائي في أربع مناسبات.
«كيشي» يدخل التاريخ
دخل مدرب نيجيريا «ستيفن كيشي» التاريخ من أوسع أبوابه بما أنه توّج مع منتخب بلاده بلقب كأس إفريقيا للأمم كلاعب وكمدرب ونسج بذلك على منوال «جنرال» الكرة المصرية المرحوم محمود الجوهري الذي أحرز اللقب الإفريقي كلاعب وكمدرب أيضا (في 1959 و1998) وكان «كيشي» قد فاز بكأس إفريقيا كلاعب عام 1994 قبل أن يقود أمس الأول «النسور» إلى التتويج بهذا اللقب كمدرب وقد وعد كيشي في وقت سابق أنه سيثبت للجميع الكفاءة التي يتمتع بها المدربون الأفارقة وهو ما تجسد فعلا على أرض الواقع من خلال تغلّب نيجيريا في النهائي على بوركينا فاسو التي يدربها البلجيكي «بول بيت».
العرب يتغيبون عن الدور الثاني بعد 21 عاما
لئن استعاد المنتخب النيجيري هيبته المفقودة فإن هذه الدورة شهدت مشاركة «كارثية» للمنتخبات العربية وهي تونس والمغرب والجزائر حيث لم ينجح أي واحد منها في العبور إلى الدور الثاني وهو ما لم يحدث منذ دورة 1992 التي أقيمت انذاك في السينغال حيث تغيبت المنتخبات العربية في تلك النسخة عن الدور الثاني رغم مشاركة ثلاثة فرق معروفة وهي مصر والجزائر والمغرب.
لم يسجّل المنتخب الوطني في هذه الدورة سوى هدفين وهي حصيلة ضعيفة جدا وتذكرنا بما حدث للمنتخب في «كان» 2002 عندما فشل في تسجيل أي هدف رغم أنه خاض ثلاث مقابلات ضد زمبيا (00) ومصر (10) (لفائدة مصر) والسينغال (00) ولا ننسى كذلك «كان» 1994 في تونس عندما اكتفى فريقنا الوطني بتسجيل هدف واحد.
«الأميرة» تتنكّر لصاحب الأرض للمرة 18
انسحب منظّم النسخة الحالية وهو جنوب إفريقيا منذ الدور ربع النهائي ولم يستطع منتخب «الأولاد» تكرار سيناريو 1996 عندما استضاف بلد «مانديلا» النهائيات الإفريقية وتحصل منتخب جنوب إفريقيا انذاك على اللقب، وتشير الأرقام إلى أن «الأميرة» الإفريقية «تنكرت» للمرة 18 لصاحب الأرض والجمهور ونجد في قائمة المنتخبات الإفريقية التي عجزت عن التتويج باللقب على أرضها وأمام جماهيرها تونس وأثيوبيا وليبيا والمغرب ومالي وأنغولا.. وغيرها.
البوركيني «بيترويبا» فوق الجميع و«كايتا» و«نيفاز» يقهران الزمن
أكثر من مفاجأة
لئن فجّرت زمبيا في «كان» 2012 مفاجأة من العيار الثقيل وتوجت باللقب فإن مشاركتها في النسخة الحالية كانت مخيّبة للآمال بما أنها انسحبت منذ الدور الأول، وهو أمر لم يحدث منذ 21 عاما حيث يعود تاريخ اخر دورة انسحب فيها حامل اللقب منذ الدور الأول إلى عام 1992. وفي المقابل عشنا مفاجآت أخرى في «كان» جنوب إفريقيا وتمثلت بالخصوص في بلوغ منتخب بوركينافاسو الدور النهائي للمرة الأولى في تاريخه حيث تألق هذا الفريق وترشح إلى الدور الثاني على رأس المجموعة الثالثة بعد أن تعادل أمام نيجيريا وسحق أثيوبيا برباعية كاملة وأجبر حامل لقب الدورة الماضية زمبيا على مغادرة السباق بصفة مبكرة وأزاح بعد ذلك الطوغو وغانا في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي قبل أن يخسر النهائي ب«شرف» أمام نسور نيجيريا بهدف لصفر. المفاجأة الأخرى في هذه الدورة كانت بكل تأكيد منتخب الرأس الأخضر الذي بلغ الدور الثاني رغم أنه يشارك للمرة الأولى في تاريخه في النهائيات الإفريقية منذ انبعاثه إلى الوجود عام 1979.
«أمونيكي» يخلف «أوكوشا» و«ياكيني»
أثبت مهاجم نيجيريا «إيمانويل أمونيكي» المحترف في «سبارتاك موسكو» علو كعبه حيث فاز بلقب هدّاف الدورة برصيد 4 أهداف (مناصفة مع الغاني «واكاسو مبارك»)، ويكون بذلك قد نسج على منوال الثنائي الشهير لمنتخب نيجيريا سابقا «أوكوشا» و«راشيدي ياكيني» حيث سجل كل واحد منهما أربعة أهداف في دورتين متتاليتين.
«بيترويتا» فوق الجميع
سطع نجم أكثر من لاعب في النسخة الحالية بجنوب إفريقيا على غرار اللاعب البوركيني «جونتان بيترويتا» المحترف في صفوف «ران» الفرنسي والذي اختير كأفضل لاعب في «كان» جنوب إفريقيا ونجد كذلك مواطنه «الان تراوري» (لوريان الفرنسي) ومن نيجيريا «أمونيكي» و«مبا» و«فيكتور موزاس».. ومن الرأس الأخضر «بلاتيني» و«فاريلا»... ومن جنوب إفريقيا «ماجورو».
«كايتا» و«نيفاز» قهرا الزمن
أكثر من اسم قهر عامل الزمن في هذه الدورة على غرار المالي الرائع «سايدو كايتا» (عمره 33 عاما) حيث سجّل 3 أهداف وساهم في حصول منتخب بلاده على المركز الثالث ونسج على منواله لاعب الرأس الأخضر «فرناندو نيفاز» (عمره 34 عاما) حيث بلغ مع منتخبه الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه.