سادتي يا من تدعون فلسفة في العلوم والمعارف والحكمة والحنكة في فكّ الرموز والألغاز، ونصبتم أنفسكم أولياءنا الصالحين الجدد وأقمتم حولكم مجالس للشورى والتأسيس والحكماء أتحدى عاصفة كاترينا و«رش» سليانة إذ كان فيكم واحد يعرف إلى أين نحن نساق على قدم وساق. لقد تراصت مجالسكم بقراء الكفوف لمعرفة المصير وكتبة الحروز للنهوض بالتنمية و«الشوّافين» و«الشوافات» لأمراض البلاد وعلاجها ببخور لاكريموجان وتمسيد الظهور ب «الماتراك» وسقيها بالدماء وكيها بالنار كآخر طب ناجع للعلل وأنتم أدرى الخلق بكذب المنجمين ولو صدقوا وذاك قول الخالق الذي لا قول بعده ولا قبله. يا أولياءنا الصالحين الجدد هانحن نرى فيكم أولياءين أولياء على الدنيا وأولياء على الدين ولكل أتباعه من المرضى المجانين يقيمون لكم «الزردة» في مقامات مجالس التأسيسي والشورى والحكماء تبركا بكم ، وقد آلوا على أنفسهم أن يقطعوا رقاب المارقين والخارجين عليكم ومحاسبتكم برؤوسهم وحرق ديارهم ولكم في التاريخ زخم من الأمثال من حساة الدماء البشرى من أتباع من نصبوا أنفسهم رعاة للرعية.
وها نحن نرى في أتباعكم ما في طباع «عسكر زواوة» «اللي موخر في الربح مقدم في الخسارة» مع فارق بسيط وهو أن عسكر زواوة «يخدم بكرشو» واتباعكم «يخلصو كاش» قبل الزحف.
هل أن التاريخ يعيد نفسه؟ وإلا بماذا نفسر أن البلاد اليوم يحكمها عسكر زواوة بالهراوة متعددة الاختصاصات. لقد كان الباي حسين بن علي يأمر عساكره كلما توجهوا الى باجة لاستخلاص الجباية بأن يقطعوا الرؤوس ويعلقونها تتدلى ليلا نهارا على حيطان باب العين بالمدينة عبرة للسكان حتى يسلموا أمرهم إلى عسكر زواوة قبل الباي وحتى يشبع الباي ولا يجوع العسكر بعدما تشبع كلاب السوق السائبة من جثث القتلى بعد تحريم دفنهم في مقابر المسلمين.
انظر ، دقق النظر وتمعن جيدا فهلا ترى ما أرى إنني أرى في بلدي أكثر من باي وأكثر من فيلق لعسكر زواوة فهل أن «الشعب يريد الباي من جديد»