يشهد الوضع الأمني في جبنيانة تدهورا خطيرا منذ الأسبوع الفارط بعد حرق مركزي الشرطة والحرس أثناء الإحتجاجات الشعبية على اغتيال الشهيد شكري بلعيد أحد أبرز مناضلي الجبهة الشعبية. شهدت مدينة جبنيانة يوم الأربعاء الفارط انتفاضة شعبية وانفلاتا أمنيا احتجاجا على إغتيال المناضل شكري بلعيد أحد أبرز قيادي الجبهة الشعبية التي تحظى بقاعدة جماهيرية عريضة بالجهة، حيث أقدم المحتجون على حرق مركز الشرطة بالكامل والعبث بمحتوياته والإعتداء بالحجارة على مقر المعتمدية.
وفي الليلة الفاصلة بين يومي الجمعة والسبت هاجم مجهولون مركز الحرس الوطني ليلا وقاموا بحرقه وإتلاف كافة الوثائق في حادثة غير مسبوقة وهي عملية فاجأت الجميع وأثارت غضب الأهالي ومختلف ممثلي الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني .
وعاد شبح العنف يخيم من جديد على المدينة وبدأت ملامح توتر الأوضاع الأمنية تستأثر بالقسط الأكبر من حديث الشارع . حيث تعرضت مواطنة لعملية سلب ونهب في وضح النهار وحاول مجهولون فجر يوم الأحد خلع إدارة المستشفى الجهوي بجبنيانة بغية السرقة. وشهدت أكثر من منطقة ريفية عمليات سرقة الأغنام، ويتنقل منفذو هذه العمليات بواسطة شاحنات خفيفة تحمل في مؤخرتها الحجارة والهراوات والسواطير للاستعمال عند الحاجة .
وقد تحدث فلاحون عن تعرضهم للاعتداء بالحجارة من طرف هذه العناصر المجرمة في الساعات الأولى للأيام المخصصة لسوق الدواب والماشية بكل من معتمدية جبنيانة والحنشة المجاورة عندما عجزت العصابات المسلحة عن تنفيذ عمليات سرقة وتحقيق مآربهم. وأصبح العبء ثقيلا على أعوان منطقة الحرس الوطني وفرقة الأبحاث والتفتيش بجبنيانة في ظل غياب تام لأعوان الشرطة لتتكفل هذه الوحدات الأمنية بالسهر على راحة المواطنين وقال شهود عيان أن منطقة الحرس قد تعرضت بدورها إلى محاولة إعتداء فاشلة عندما حاول مجهولون التسلل إليها ليلا. ومن المرشح أن يزداد هذا الانفلات الأمني حدة خلال الأيام القادمة.
ويذكر أن جبنيانة عاشت أحداثا مشابهة خلال شهر أكتوبر الفارط وأدت إلى دخول المدينة في إضراب عام خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر، وما يخشاه الأهالي أن يتكرر السيناريو نفسه في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد نظرا لهشاشة الأوضاع الأمنية وتزايد الإحتجاجات الشعبية على ظاهرة العنف السياسي. مما يستدعي تدخلا سريعا وناجعا من الجهات المسئولة قبل فوات الأوان .