يبدو ان فرنسا قد وجدت نفسها على ما يبدو في مواجهة نفس المقاتلين الذين كانت قد سلحتهم بهدف الاطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي. فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن عددا من المتمردين الذين تقاتلهم فرنسا في شمال مالي هم من المقاتلين الذين ساعدت باريس على تسليحهم في ليبيا. وقال لافروف في مقابلة تلفزيونية نشرت وكالات الأنباء الروسية مقتطفات منها «في مالي، تقاتل فرنسا ضد من سلحتهم في ليبيا ضد نظام معمر القذافي منتهكة الحظر الذي فرضه مجلس الأمن على الأسلحة».
وكان لافروف انتقد في السابق توفير فرنسا الأسلحة للمعارضين لنظام القذافي وأدان تفسير فرنسا لقرار مجلس الأمن الذي يسمح باستخدام القوة لحماية المدنيين. وقال كذلك إن عددا من المسلحين الليبيين الذين قاتلوا نظام القذافي يقاتلون الآن في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأضاف «أنا مندهش من عدم قدرة شركائنا على رؤية الصورة الأكبر»»
والحقيقة انه منذ الحرب التي أطاحت بالعقيد الليبي معمّر القذافي في العام 2011، حذر محللون وخبراء تتبعوا مسار الأسلحة التي نهبت من أن تجد مخزونات الزعيم الليبي طريقها إلى المسلحين في جنوب الصحراء الكبرى.
وعلى الرغم من وجود أدلة قليلة على انتقال هذه الأسلحة، إلا أن العديد من التقارير أشار إلى أن الأسلحة المهرّبة تصل إلى مالي منذ أكثر من عام.. في مالي، يبدو أن التقارير تواكب علامات تنامي قوة الجهاديين في شمال البلاد، لتؤكد وصول الأسلحة إلى البلاد وتأثيرها في تغيير مسار الحرب في مالي، لدرجة دفعت بالجيش الفرنسي إلى التدخل في نهاية المطاف.