كيف تفاعل الشارع في سوسة مع استقالة رئيس الحكومة حمادي الجبالي؟ وما هي رؤية المواطنين للوضع في تونس في هذه المرحلة وما هو تصورهم للحكومة المقبلة؟ «الشروق» رصدت في النقل التالي بعض آراء المواطنين. استقالة الجبالي كانت حديث الخاصة والعامة أمس في الشارع وفي المقاهي وفي الفضاءات العمومية... وقد كان الانطباع العام بأنّ هذه الخطوة في محلها وأنّ الطبقة السياسية اليوم باتت في حاجة إلى التوافق أكثر من أي وقت مضى.
أنيس مرزوق، موظف، اعتبر أنّ استقالة الجبالي درس في الديمقراطية قدمه رئيس الحكومة وفيه رسالة بأنّ السياسيين حين يفشلون يكون لديهم الاستعداد للانسحاب. وأضاف مرزوق أنّ الاستقالة امتصّت غضب الشارع مؤكدا أنّه بإمكان التونسيين أن يعيشوا بعيدا عن تجاذبات السياسة وأنّ الإشكال القائم اليوم يكمن في طرح سؤال من هو قادر على حكم البلاد في هذه المرحلة؟
ولم يخف مرزوق رغبته في أن يعود الجبالي إلى رئاسة الحكومة لأنه «الأكثر مصداقية» حسب تقديره.
ورأى بشير الشايب، عامل بشركة، أنّ رئيس الحكومة كان عند كلمته وعند وعده بتقديم الاستقالة وأنه كان صادقا في نواياه متوقعا أن يُعاد ترشيح الجبالي لرئاسة الحكومة وأن يتم إجراء تحويرات جزئية على الحكومة الحالية لترضية بعض الأحزاب الأخرى وأن الأمور ستسير بالتراضي بين كل الأطراف.
وقال رضوان البدّاي (دليل سياحي) إنّ الظرف هو الذي دفع الجبالي إلى طرح مسألة حكومة الكفاءات وإنه لم يكن له بدّ من هذا التوجه للخروج من المأزق. وحسب رضوان فإنّ «الثابت والأكيد أنه لا خلافات داخل حركة «النهضة» حول موضوع الحكومة وإنّ الحركة خرجت بطريقة ذكية من الأزمة التي تمر بها البلاد وهذا أمر شرعي وممكن حسب رأيه.
وأضاف رضوان أنّ الجبالي ترك الباب مفتوحا للعودة إلى رئاسة الحكومة وبعث برسائل طمأنة إلى الناس حتى لا يترك البلاد في مأزق.
واعتبر سامي التومي (مساعد مراقب حسابات) أنّ رئيس الحكومة كان في المستوى وأوفى بوعده حين قدم استقالته وأنّ ذلك رفع أسهمه خصوصا لدى الأطراف المعارضة.
وتساءل التومي «ما الذي سيتغير اليوم باستقالة الجبالي وربما إعادة ترشيحه؟ لقد كان الأجدر أن يجري تحويرا جزئيا في بعض الوزارات» مؤكّدا ضرورة «أن تعمل كل الأطراف على تقديم مصلحة تونس لأنّ ما نراه أنّ لكل طرف حساباته الانتخابية».
وقال لطفي العامري (موظف) إنّ من حق الجبالي تقديم استقالته لكن ما يجب أن يُؤخذ في الاعتبار أنّ الشعب التونسي أصبح ذكيا ومن الصعب استغفاله.
وأضاف العامري أنّ «اللعبة السياسية التي نراها الآن تضرّ كثيرا بالشعب وقد كان من المفروض أن يجرى حوار في غضون 3 أيام أو أسبوع على أقصى تقدير» وختم بالقول «كما انه في الرياضة تحتاج بعض الفرق إلى رجة نفسية بتغيير المدرب فإن تونس اليوم في حاجة إلى رجة سياسية لإنقاذ البلاد».
أما الهادي بودقة (مهندس معماري) فاعتبر ان كل ما يحصل في تونس اليوم عادي جدّا لأن المراحل الانتقالية تكون عادة صعبة ونحن الآن في تونس نسير في الاتجاه الصحيح وإن كانت الأمواج تتقاذفنا يمنة ويسرة».
وأضاف بودقة أنّ «الديمقراطية أفرزت أحزابا حاكمة من الطبيعي أن تخطئ وأن يكون أداؤها أحيانا مهزوزا» معتبرا أنّه لم يكن امام الجبالي خيار آخر سوى الاستقالة بعد التصعيد الذي حصل ووصل حد التصفيات داعيا الإعلام إلى أن يكون أداة للإصلاح لا لتغذية التجاذبات.