مازالت تداعيات فشل مبادرة رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي متواصلة ليس في حركة النهضة فقط بل في كل مكونات المشهد السياسي.
ويرى الحزب الاشتراكي انه لا بديل الان عن تنظيم مؤتمر وطني للإنقاذ ويقول القيادي في الحزب نوفل الزيادي ل«الشروق» «ان الأوضاع السيئة التي تمر بها البلاد تقتضي وقفة شجاعة بين كل الفرقاء لتنظيم مؤتمر وطني للإنقاذ وتحديد الأولويات المطروحة ذلك ان الأمل الذي بعثته مبادرة رئيس الحكومة رغم ما كان لدينا عليها من تحفظات قد انطفأ وهو ما سيؤثر حتما على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية التي ستزداد سوءا وكذلك الأمنية».
ويؤكد الزيادي «ان ما تعانيه بلادنا من أزمة خانقة عنوانها الاغتيال السياسي لشكري بلعيد وقبله لطفي نقض والرش في سليانة والتعيينات الحزبية وحرق 40 مقاما لولي صالح وقانون «تحصين الثورة» وهلامية اشغال المجلس التأسيسي التي لا نعرف متى تنتهي اضافة الى مسيرة التجييش والتكفير والخطابات التكفيرية لقيادات النهضة وآخرها يوم السبت كل هذا يفترض مؤتمرا وطنيا للحوار ينقذ البلاد ويضعها على سكة الأمن والانتخابات وتوفير شروطها والقضاء المستقل والإعلام الحر المحايد في اتجاه تعزيز النموذج التونسي الحضاري النير وصهره في الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية».
ويقترح الحزب الاشتراكي حسب نوفل الزيادي ان تكون أشغال هذا المؤتمر على الهواء مباشرة حتى يتابعها التونسيون ويعرف الشعب التونسي من هم أصدقاؤه ومن هم أعداؤه وهذا اقل رد ممكن على جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد وصيحات ودموع التونسيين المصدومين بما يحدث في بلادهم بعد ان حلموا بالحرية والديمقراطية والعزة والكرامة.
اما عن فشل مبادرة رئيس الحكومة فقال انه كان من واجب رئيس الحكومة ان يحدد بالضبط للشعب الأطراف المسؤولة عن هذا الفشل خصوصا وان عامة الناس تعرف بان حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية اساسا هما المتسببان في عدم القبول بمبادرة الجبالي المنقولة والتي لا تستجيب للحد الأدنى للأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد ولا ترتقي الى طموحات التونسيين وفي مقدمتهم الشهيد شكري بلعيد ضحية الاغتيال السياسي والملايين التي خرجت منددة ورافضة لمزيد ادخال تونس في دياجير الاغتيال والتصفية السياسية» ويضيف كما انني اعتبر من الخطير جدا ما ورد على لسان الجبالي عندما قال ان مبادرتي استوفت مهامها عندما جنبت البلاد حالة من العصيان المدني والانفلات وهذا لا يمثل مرة اخرى سعيا جادا لإخراج البلاد من أزمتها وإنقاذها بل مواصلة المحاولات الممزوجة ومسرحية لتلهية الشعب وامتصاص غضبه وتوجيه طاقاتهم وإرادتهم النضالية في الاستقرار وتحقيق مطالب الثورة المشروعة واهمها الانتخابات النزيهة توجيهها نحو مزيد من الاحتقان والمسرحيات السياسية العبثية.