عاشت منطقة المنيهلة البارحة الأولى ليلة ساخنة بعد حجز الأجهزة المختصة كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة والخطيرة في أحد المستودعات ... أسلحة تطرح الكثير من الأسئلة حول مأتاها ومسالك تدفقها وتخفي الكثير أيضا من الاستفسارات عن التهديدات الأمنية التي تحيق ببلادنا. ساهمت سيارة تابعة لشركة الكهرباء والغاز في الكشف عن مخزن للاسلحة داخل مستودع اكتراه المشتبه فيه الاول منذ حوالي الشهر والنصف وذلك داخل حي «الجمهورية بالمنيهلة غرب العاصمة لتخزين المياه المعدنية وامام اعين كل الاجوار والمحلات المجاورة ...الا ان السيارة المستولى عليها كانت مجهّزة بنظام ال«ج ب اس» عبر الاقمار الصناعية وهي التي تم تحديد موقعها داخل هذا المستودع الذي تبين انه مستودع ممتلئ بالاسلحة الخفيفة والثقيلة وكان المتهمون استولوا على السيارة لاستعمالها في تحركاتهم دون جلب انتباه الأمن.
داخل الحي الذي يعجّ بالمتساكنين والمحلات التجارية المختلفة وحوالي الساعة الثانية من مساء يوم الاربعاء فوجئ عدد من المتساكنين قبالة المستودع والمحلات المقابلة له بعدد من سيارات ال«ستاغ» تجوب المكان بحثا عن سيارة تابعة للشركة تم الاستيلاء عليها وسرقتها وتمكن عمال الشركة الوطنية للكهرباء والغاز من تحديد محيط تواجد السيارة « وهي المجهزّة لاصلاح الاعطاب وقطع واعادة الكهرباء للمتساكنين عبر اجهزة مراقبة السيارات التابعة للشركة والتي تخضع لنظام المراقبة عبر الأقمار الصناعية.
عودة مع دورية امنية
وبتحديد مكان اخفاء السيارة تم اعلام اعوان الحرس الوطني بالمنطقة الذين حلّوا بمكان الواقعة رفقة سيارات ال«ستاغ» لمعاينة مكان العثور على السيارة المسروقة وتحديدا داخل المستودع المخصص في العلن لتخزين المياه المعدنية قبل توزيعها على المحلات الصغرى التجارية.
وفوجئ الحضور بتواجد كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والحقائب الحديدية...وقد تابع متساكنو الحي عملية اخراجها وسط ذهول اصحاب المحلات المجاورة الذين اصطدموا بالواقعة باعتبار ان المستودع يفتح فقط لشاحنات المياه المعدنية التي تأتي يوميا لافراغ حمولتها لكن الشاحنات تتوقف عبر المدخل الحديدي وبالتالي يتعذّر حتى على صاحب المحل المقابل معرفة نوعيةالتحرك داخل المستودع.
شهود عيان
شهود عيان على عين المكان من متساكني الحي والبيوت المجاورة للمستودع أكدّوا ل«الشروق» ان المستودع تم استئجاره قبل حوالي الشهر والنصف كمخزن للمياه المعدنية من قبل شخص يعرفونه كان سابقا من ذوي تجّار الخمر خلسة ويدعى صابر (شهر ولد قنديل) ان المستودع كان فعلا يستقبل الشاحنات المثقلة بالمياه المعدنية وان لا أحد شاهد تحركات غير عادية خاصة ان المؤجر ورفاقه يدخلون المستودع نهارا وليلا وامام اعين الجميع ..كما ان تصرفاتهم كانت جدّ عادية ولا تثير الريبة.
الا انهم فوجئوا بسيارات تابعة لشركة الكهرباء والغاز قبل اكتشاف الواقعة تحوم بالمكان بحثا عن سيارة تمت سرقتها ..وان العمال كانوا يحملون اجهزة تحديد مواقع سيارات الشركة التي تعمل كلها ضمن منظومة واحدة للمراقبة.
ومن ثم حضرت دورية الحرس الوطني بالمنيهلة لحجز السيارة ..الا انه عند خلع باب المستودع كانت المفاجأة وحلّ بالمكان عدد من الفرق الامنية المختصة التي تولت نقل وجمع الاسلحة بحذر شديد لما تحمله من خطورة خاصة لعدد من الحقائب الحديدية المغلقة.