المتجول في السوق البلدية (سوق العصر) بمنزل بورقيبة في جميع الاجنحة من الغلال الى الخضر وغيرها لا يمكنه الخروج الا وهو متعجب متأسف وكئيب لما يجده من اسعار مشطة وتكاد تكون خيالية وبعيدة كل البعد عن الواقع فأسعار الغلال والخضر في سوق العصر وخارجها تشكل نزيفا حقيقيا لجيب المواطن وتسبب له في هدر طاقته الشرائية في غياب المراقبة الجادة والوقفة الحازمة خصوصا ان بعض الغلال والخضر الفصلية تباع وكأنها من الباكوات واضافة الى ذلك فإن اللحوم تباع بثمن مخالف لما هو مكتوب على اللافتات بتعلة ان السعر المحدد من قبل السلطة الجهوية لا يتماشى والواقع والتكاليف الحقيقية وهي بالطبع تعلة واهية لا يمكن شرحها الا بمفهوم الاحتكار والمضاربات. ومن الظواهر الخفية لارتفاع الاسعار ان التاجر يقتني بضاعته من ثلاثة مصادر مختلفة وهي الفلاح وسوق منزل بورقيبة وسوق الجملة ببئر القصعة ويعمد الى خلط البضاعات وتطبيق ارفع الاسعار عليها ولا يستظهر الا بالفاتورة التي تخدم مصلحته. وامام هذا الوضع الذي لا يوجد له الى حد الان الحل اللازم ولم تقع معالجته بصورة جذرية لا يسعنا الا ان نتقدم الى السلطة المسؤولة والدوائر المعنية بالمراقبة للعمل على ايقاف هذا التيار الجارف الذي يعتبر المواطن والموظف البسيط والشرائح الضعيفة من المجتمع اول المتضررين وقد شاهدنا ان منهم من يخرج والحسرة تتملكه حينما لا يستطيع شراء ما يلزمه ويرجع الى اطفاله فارغ اليدين امام اسعار ملتهبة.