الحرص على بحث سبل التعاون مع دولة باكستان في مجالي صناعة النسيج والزيتون كان محور اللقاء الذي جمع منذ أيام قليلة رئيس النيابة الخصوصية لبلدية المكنين السيد خالد بن لطيفة بمشتاق علي شاه سفير باكستان. وقال بن لطيفة في تصريح ل«الشروق» إن هذا اللقاء يندرج في إطار بحث سبل التعاون في مجال الاستثمار مع دولة باكستان في مجالات حيوية وإن المبادرة جاءت من طرف السيد محمد المنصف الغضاب رجل الأعمال ورئيس جمعية الصداقة التونسية الباكستانية الذي اقترح إقامة مشاريع استثمارية بمدينة المكنين بالشراكة مع دولة باكستان التي تعد من الدول المتقدمة في مجال النسيج ومن الدول المنتجة للمواد الأولية في هذا المجال والمهتمة حديثا بزراعة أصول الزيتون وهو ما يمكن في صورة الوصول إلى اتفاق مع السفير الباكستاني إلى بعث وإنشاء مشاريع ستعود بكل تأكيد بالنفع على مدينة المكنين وعلى المنطقة بأكملها.
دفع للاستثمار الثنائي
وأضاف رئيس النيابة الخصوصية أن الفكرة لاقت استحسان الجميع وعليه تم تنظيم هذا اللقاء بحضور بعض المسؤولين عن القطب التكنولوجي وعن مركز النسيج بقصر هلال وعن بعض المؤسسات الأخرى من أجل تقديم بعض المعطيات المتعلقة بقطاع النسيج والبحث عن أرضية توافق من شأنها أن تسهم في تقريب وجهات النظر وتحديد الآليات اللازمة لتحقيق الأهداف الرامية إلى بعث مشاريع استثمارية ذات قيمة ويكون لها انعكاسات ايجابية على البلدين.
وختم قوله بأن اللقاء مع السفير الباكستاني بمقر البلدية عقبته زيارة إلى بعض المؤسسات الصناعية وكذلك بعض معاصر الزيتون.
ومن جهته تحدث سفير باكستان ل«الشروق» موضحا أنّ زيارته إلى مدينة المكنين تأتي في إطار جملة الزيارات التي يقوم بها إلى عدة مناطق تونسية على غرار قبلي والمهدية والمنستير وأخيرا وليس آخرا المكنين وذلك للبحث عن كل ما يتوافق مع خصوصيات بلده والتي يمكن أن تمثل مجالا للتعاون الثنائي في مجال الاستثمار. وقال سفير باكستان أيضا إن زيارته إلى مدينة المكنين هي بداية ولن تكون نهاية باعتبار انه يحس أن هناك رغبة في التعاون والاستثمار لا في مجالي النسيج والفلاحة فحسب وإنما في عدة مجالات أخرى من شأنها أن تزيد في توطيد علاقات الأخوة بين البلدين.
توأمة واتفاقيات
وقال السيد محمد المنصف الغضاب رئيس جمعية الصداقة التونسية الباكستانية إن هذه الجمعية تأسست منذ حوالي شهر ونصف الشهر وهي جمعية ترمي إلى دفع التبادل التجاري والثقافي والتقارب بين الشعوب في البلدين الصديقين وهذه الزيارة التي يقوم بها سعادة السفير الباكستاني تندرج في جملة الزيارات التي قام بها مؤخرا.
وأوضح الغضاب أن زيارة السفير مثلا إلى ولاية قبلي أثمرت اتفاقية توأمة بين هذه الولاية وبين ولاية باكستانية معروفة بإنتاجها للتمور وهي توأمة ستكون دافعا لتبادل الخبرات وبعث المشاريع في الاتجاهين.
وأوضح رجل الأعمال أن دولة باكستان تستورد مليونا وأربعمائة طن من زيت الزيتون ودخلت في مشروع غراسة الزيتون بما يمثل أرضية لأبناء المنطقة ممن لهم خبرة في المجال الفلاحي للاستثمار في هذا المجال إلى جانب ايطاليا التي أخذت القسط الأوفر من المشروع.
وقال السيد الغضاب إن في برنامج الجمعية خلق شركات مهمتها تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين والقيام بدراسات ميدانية لتحديد القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها. ولم يخف محدثنا في النهاية أن هذه الزيارة قد تخلق في مرحلة ثانية بعض المشاريع للمدينة والتي سيحرص بنفسه على تفعيلها من خلال تجربته وعلاقاته بالأوساط الباكستانية.