لم يكشف السيد علي العريض وزير الداخلية، أمس عن كل التفاصيل في قضية اغتيال المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، واعاد رواية بعض المعطيات التي تم تسريبها، منذ أيام. المعطيات تفيد بأن المتهمين، ترصّدوا الشهيد شكري بلعيد، قبل أن يقرروا اغتياله صباح يوم الاربعاء السادس من فيفري 2013، ثم اختفوا. كيف تم التوصل اليهم بعد أقل من أسبوع؟، اذ بدأت المعطيات حول القتلة تتأكد بعد أسبوع من حادثة الاغتيال، وتم الافراج عن جزء من تلك المعطيات بعد عشرين يوما، من قبل وزير الداخلية.
مصادر مطلعة تفيد بأنه تم تمشيط مكان الجريمة للعثور على بقايا بيولوجية لاحد المتهمين، وهو ما ساهم في تقريب صورة الحقيقة، كما أنه تم سماع شهادة بعض العمال في المنزه السادس وحارس العمارة ومرافق الشهيد الذين قدّموا معطيات تقرّب صورة القتلة.
وتفيد مصادرنا بأنه تم الاستعانة بما سجلته كاميراوات المحلات الموجودة قرب العمارة فضلا عن كاميراوات مراقبة الطرقات، وتسجيلات للتحركات الصورية لكل النقاط في ذلك الشارع عبر الاقمار الاصطناعية، هذا فضلا عن تعقب آثار أرقام شرائح الهواتف الجوالة، وأرقام التسلسل لأجهزة الهواتف، المسجلة بموزعات الارقام الاتصالية والموجودة من المصنّع فضلا عن المتابعات الرقمية ومعطيات لها صلة بتقنيات تكنولوجية متطورة جدا، وتم التعرف على هويات المتهمين بالاعتماد على الخبرات التونسية للفرق الامنية المتخصصة ، وخبرات أجنبية لها صلة بالتحقيقات في مثل هذه الجرائم مثل الانتربول واجهزة جنائية لدول مثل فرنسا وبريطانيا ودول اخرى.
وأفادت المعطيات بان الشاب الذي اطلق الرصاصات لاغتيال الشهيد شكري بلعيد، له نفس اسمه، وهو شكري، وأصيل نفس الولاية التي يعود اليها الشهيد. لهما نفس الاسم ويعودان الى نفس الولاية، اي جندوبة.
القاتل، في العقد الرابع من عمره، من عائلة متواضعة، تحصل على الباكالوريا من تونس، ثم سافر سنة 1997 الى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تعرف على فتاة، وكان ينوي الزواج منها، الا أن أحداث 11 سبتمبر 2011 حالت دون ذلك، اذ تم ترحيله من امريكا، بعد موجه طرد المهاجرين العرب والمسلمين، فرجع الى تونس، وظل على علاقة بتلك الفتاة الامريكية التي لحقت به الى تونس وابرما عقد زواج، قبل ان تغادر الى بلادها، ثم بدأ في اجراءات، الرجرع الى الولاياتالمتحدةالامريكية، الا أنه لم يتمكن من ذلك، فالسلطات الامريكية رفضت تمكينه من التأشيرة، حاول اكثر من مرة لكن دون فائدة، أثناء ذلك تفيد بعض المصادر من الجهة التي يعود اليها بأنه بدأت تظهر عليه علامات التدين، والغلوّ أحيانا، ولكن في بعض الفترات انقطع عن التدين، وانخرط مع بعض أصدقائه في الشرب، ولم يستقرّ على حال، ويتوقع بعض من يعرفه بأنه، تم تأطيره مؤخرا، لينضم لبعض التيارات المتشددة دينيا. وحسب نفس المعطيات فانه متحصل على درجة عالية في رياضة الكاراتي، ومتدرب على فنون القتال. وقد تم التنسيق بينه وبين بعض الاشخاص، منهم من هو من أحد أحياء العاصمة، وقرروا تنفيذ عملية الاغتيال.
المحققون تمكنوا من القاء القبض على اربعة مشتبه بهم، اوقف قاض التحقيق ثلاثة منهم، بقي الرابع بحالة سراح، لعدم وجود ادلة على ادانته. وتمت امس عملية تشخيص الجريمة، بعد حجز الدراجة النارية التي تم استخدامها لتعقب الشهيد ثم للفرار بعد تنفيذ الجريمة، كما تمت عملية اعادة تمثيل المشاركة في الجريمة من خلال عملية الترصد ومراقبة الشهيد، وقطع التيار الكهربائي عن الحي.
وحاول المحققون القاء القبض على المتهم الرئيسي الذي نفذ الجريمة، بالمدينة التي يقيم بها بولاية جندوبة، الا انه تمكن من الفرار، وحسب بعض المعطيات فان المحققين، حددوا مجالا جغرافيا ممكنا لتحركه واختفائه، وأنه من غير الممكن ان يدخل للتراب الجزائري باعتبار، المراقبة الشديدة للحدود، واستعداد السلطات الامنية الجزائرية، لايقافه وتسليمه الى تونس في صورة دخوله الحدود الجزائرية، وقد تم امس التحقيق مع عدد من افراد عائلته، وحسب بعض المعطيات فان تمكنه من الفرار كان بعد حصوله على معطيات عن امكانية مداهمة مقر سكناه.