بلغ عدد الجمعيّات بمدينة تستور 35 جمعيّة تختلف مجالات تدخّلها، لكنّها تلتقي في محور وحيد ألا وهو دفع المواطن إلى الانخراط فيها والمساهمة الفعّالة في البناء الشّامل للمنطقة. ونظرا لأهميّة الموضوع كان من الضروري التنسيق بين مجمل الجمعيّات وهي المبادرة التي تقدّم بها السيّد عمران الطرابلسي، رئيس الجمعيّة التونسيّة لأحبّاء الزيتونة والبيئة بتستور، الذي سعى منذ مدّة إلى جمع شمل الجمعيّات بالمدينة وذلك بدعوتهم إلى بعث تنسيقيّة محليّة.
هذا المقترح وجد تجاوب عديد الاطراف إثر إجتماع مطوّل انتظم بمقرّ مركز قرطبة للتربية المختصّة حضره 11 رئيس جمعيّة من جملة 35 ، الّلقاء كان فرصة لتقريب وجهات النّظر ومحاولة لرصد النقائص والمشاكل التي تعاني منها الجمعيات المحليّة خصوصا في مستوى تحسين تدخّلاتها فضلا عن مبدإ التكافل والتلاقي في البتّ في العديد من الملفّات المطروحة على مستوى التنمية والحالات الإجتماعيّة وغيرها.
البداية كانت بكلمة للسيّد عمران الطرابلسي، الذي أكّد على أهميّة ما تقدّمه هاته الجمعيّات من خدمات جليلة للمواطن في العديد من المجالات، وأكّد على أنّ السبب الأساسي الذي ادى الى بعث التنسيقيّة هو تشتّت أعمال هاته الأخيرة وعدم تمكّن العديد منها من مقابلة السّلط الجهويّة حسب ما أفصح عنه، وعن الطّرق المتاحة لبعث هذه التنسيقيّة أو الشّبكة حسب ما سيقع الاتّفاق عليه من تسمية، تحادث الجميع في شكلين أساسيين وهما الذهاب إلى مستوى أوّل يهمّ القيام بمحضر جلسة بين جميع الأطراف يصادق عليها معتمد المنطقة ووالي الجهة في مرحلة متقدّمة ، أو المرور إلى ما ينصّ عليه المرسوم ع88دد المؤرّخ في 24 سبتمبر لسنة 2011 المنظّم لبعث ونشاط الجمعيّات، وهو المقترح الذي وقع الاتفاق عليه.
وكان اللّقاء قد شهد أجواءً ممتازة وحوارا بنّاء من طرف الجميع الذين شدّدوا على أنّ الفرصة متاحة حاليا لمزيد تجميع المجهودات قصد السعي إلى تحقيق كلّ ما ترنوا له إطاراتها وما يترقّبها منها المواطن في مدينة تستور، أمّا عن تركيبة هذه التنسيقيّة أو الشّبكة، فإنّه تقرّر الإلتقاء من جديد يوم 10 مارس على أقصى تقدير، من أجل فسح المجال لرؤساء هذه الجمعيّات للتحاور مع منخرطيها ومنتسبيها والخروج بحلّ وفاقي لتركيبة الهيئة الإداريّة للتنسيقيّة التي من المنتظر أن تضمّ بين 12 أو 15 عنصرا يمثّلون البعض من رؤساء الجمعيات المشاركة فيها عبر انتخابات نزيهة أو عبر توافق جماعي يخدم مصلحة الجميع والبلاد أوّلا. والذي لن يكون حسب ما أكّده الجميع سوى عبر حوار بنّاء وشامل وأفكار قادرة على تأسيس اللبنة الأولى لهذا المولود الذي سيتوجّه إلى تفعيل دور المجتمع المدني في الحياة العّامّة لمدينة تستور والرقيّ به إلى ما فيه خير البلاد والعباد.