قامت ظهر أمس الوحدات الامنية المختصة وفرقة مقاومة الاجرام بالقرجاني بتشخيص حادثة اغتيال المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد مع المشتبه فيه الذي سهل عملية هروب القاتل وذلك بمسرح الجريمة بجهة المنزه السادس وسط استنفار أمني كبير جدا. عملية التشخيص انطلقت حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف النهار أشرف عليها قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس المتعهد بالأبحاث وتواصلت على امتداد حوالي ساعة وبعض الدقائق.
تمشيط مسرح الجريمة
ووسط حضور أمني مكثف قام المشتبه فيه باعادة سيناريو الجريمة وقد كان يرتدي واقي أزرق اللون وملثما .علما بأن الوحدات الأمنية كانت انتشرت منذ الصباح بمسرح الجريمة لتأمين عملية التشخيص التي تابعها جمع غفير من المواطنين. وأثناء عملية التشخيص قامت الوحدات الامنية بتمشيط مكان الجريمة والعمارات المجاورة له وصولا الى حديقة العاب قريبة من موقع العملية. و كان المشتبه فيه يتوسط أعوان الامن وهو ملثم وقد أعلمهم بكيفية قيامه بمسح المكان قبل عملية الاغتيال إضافة الى تنقله مع القاتل الى محيط العمارة و الطريق الذي هربا منه وهو الطريق الرئيسي المؤدي الى منطقة المنيهلة وقد خيرا المشتبه فيهما هذا الطريق الذي تكون فيه حركة المرور عادية. وقد انتشر صباح امس اعوان الامن بمكان الجريمة وقاموا بحصر المكان من خلال شريط بلاستيكي وقد منع الأعوان الصحافيين والمواطنين من الإقتراب . ونظرا لصعوبة متابعة عملية التشخيص فقد صعدنا الى سطح أحد المنازل بعد أن سمح لنا صاحبه وهناك شهدنا تفاصيل العملية حيث كان المشتبه فيه يتوسط أعوان الأمن و قد قام بتشخيص جريمته النكراء والتحركات التي قام بها منذ دخوله الى مكان الجريمة ثم صعوده رفقة القاتل على متن الدراجة النارية ثم التحصن بالفرار. عملية التشخيص تم تجسيدها بواسطة الدراجة النارية التي نفذت بها العملية والتي تم حجزها من قبل الأعوان.
المواطنون والحدث
وعند استكمال عملية التشخيص قام اعوان الامن بإدخال المشتبه فيه الى السيارة الادارية و التي لحقتها سيارات أخرى تابعة لوحدات التدخل وأثناء ذلك قام المواطنون برفع علامات النصر والتصفيق الحار وقد تعالت اصواتهم معبرين عن سعادتهم بالكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة. وبعد نهاية عملية التشخيص تحول المواطنون الى مكان الواقعة وبدأ كل واحد منهم بالحديث عما شاهده. من جهة أخرى فان المعروف على عملية التشخيص عادة ما يتم احضار دمية وهي عبارة عن جثة الشخص المجني عليه وهذا الامر لم يتم في قضية الشهيد شكري بلعيد نظرا لعدم وجود القاتل الأصلي وقد أفادنا مصدر مطلع أن هناك امكانية كبرى في القيام بعملية تشخيص أخرى تكون مع القاتل الأصلي الذي سيقوم بتشخيص كيفية اطلاق الرصاص. وقد أحضر صباح أمس وفي حدود الساعة العاشرة أربعة مشتبه فيهم الى مكتب قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر الذي تولى استنطاق المشتبه فيهم على امتداد ساعتين بحضور عدد من المحامين ذوي الانتماء الاسلامي والذين عرفوا بدفاعهم عن العناصر السلفية. وقد قرر قاضي التحقيق ابقاء ثلاثة مشتبه فيهم بحالة ايقاف وقد أصدر في شأنهم بطاقات ايداع بالسجن كما قرر قاضي التحقيق اطلاق سراح أحد المشتبه فيهم . في نفس السياق أصدر قاضي التحقيق بطاقتي جلب في حق متهمين متحصنين بالفرار علما أن أربعة عناصر متحصنة بالفرار ومازالت الوحدات الامنية بصدد البحث عنهم.
حجز قائمة في الاغتيالات
وذكر مصدر مطلع له علاقة قانونية بملف الشهيد شكري بلعيد أن أحد المتهمين حجز بحوزته قائمة لعدد من الأسماء والشخصيات الوطنية يتم التخطيط لاغتيالهم. وللإشارة فان تسجيلات كاميرات مراقبة الطرقات واثار التعين الموقعي لتحركات أجهزة الهاتف وشرائحها هي التي ساعدت على الكشف على الجناة. وجدير بالذكر أن عملية التشخيص لا تتم الا في القضايا التي تشغل الرأي العام والتي تكون فيها الجريمة بشعة ونكراء مثل جرائم القتل والاغتيالات السياسية مع العلم أن المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد تم اغتياله صبيحة يوم 6 فيفري الجاري بجهة المنزه.