يقال أن الدروس الخصوصية ضرورية للارتقاء بمستوى التلميذ ولمساعدة الأولياء العاجزين على تدريس أبنائهم لجهلهم أو لعدم توفر وقت لهم لذلك. لكن حكم البعض على هذه الظاهرة بالإيجاب لا ينفي البتة ما لها من سلبيات تحتاج لتسليط الضوء عليها ليكتسي التعليم صفة النزاهة والهيبة المفروضة لتحقيق الرسالة التربوية على أكمل وجه. في حديثنا عن مجانية التعليم نشير إلى أن الدروس الخصوصية تمثل أعباء اقتصادية على أولياء الأمور إذ أصبح كل الأولياء يحسبون ألف حساب لنفقات هذه الدروس لأبنائها ويخصصون جزءا هاما من دخلهم لها وهو ما يمثل عبئا ثقيلا خاصة على العائلات متوسطة الدخل, الأفظع من هذا أن التلميذ الذي لا يأخذ دروس خصوصية مقابل دفع المال يعامل معاملة سيئة مقارنة بالذين يأخذون دروساً عند المدرس ولا يتحصل على أعداد جيدة في الامتحان. كما خلقت هذه الظاهرة حالة من التواكل والتكاسل لدى التلاميذ الذين أهملوا الكتاب المدرسي والحضور المنتظم في القسم واعتمدوا اعتمادا كليا على الدروس الخصوصية وللأسف استفحلت كثيرا هذه الظاهرة الخطيرة في السنوات الأخيرة لدرجة أن الكثير من الآباء يناشدون المدرسين إتقان عملهم أثناء الحصة المدرسية حتى لا يجبرون على تدريس أبنائهم دروسا خصوصية إن الأسباب التي أدت لاستفحال هذه الظاهرة عديدة كالوضع المادي للمدرسين وتدني مستوى التدريس وما الحديث عن الأسباب إلا كونها تعتبر الانطلاقة الفعلية لمعالجة الظاهرة لذا نرجو نظرة عاقلة من وزارة التربية لواقع التعليم.