بعد أن مثّل لسنوات عديدة متنفّسا لشبّان المنطقة ومنجبا لعديد المواهب الكرويّة تحوّل ملعب عمدون الى مصبّ للأتربة وفواضل البناء كما طالت أيادي العابثين حجرات ملابسه بالتّخريب والحرق وذلك بالتّوازي مع تجميد نشاط جمعية النسر الرياضي بعمدون لفترة طويلة. بدا واضحا وأنّ مفعول الزّمن قد فعل فعله حين هجر الملعب وترك دون رقابة لينال حظّه من التّخريب والحرق ابان الأيام الأولى للثورة حيث تحوّلت حجرات ملابسه الى بناية تسكنها الأشباح ولم يتوقّف الأمر عند ذلك الحدّ اذ لم يعد بالامكان النّفاذ الى الملعب عبر أبوابه الرّئيسيّة وذلك أمام أكداس مصبّات الأتربة وفواضل البناء حيث استغلّ البعض غياب النيابة الخصوصيّة وصمتها باتّجاه تتبّع المخالفين وحماية ما تبقّى من الملعب الذي انهارت أجزاء من سياجه الخارجي وقاموا بالقاء كميات كبيرة منها وتحويل محيطه الى فضاء لعرض مواد البناء دون ادراك للعواقب السّلبية على مصير مكسب ثمين للجهة ولشبابها وخاصّة من تلاميذ الباكالوريا الذين يتجشّمون عناء التنقّل الى مركز الولاية لاجراء اختبارات الرياضة. وقد بدا منذ قرابة ثلاث سنوات التّفكير في تهيئة الملعب وتم الاتّفاق على اصلاح حجرات الملابس حتى يتمّ استغلالها وبالتالي اراحة هؤلاء التلاميذ من مشقّة التحوّل الى مدينة باجة حيث رصد لها مبلغ 100 ألف دينار غير أنّه والى حدّ الآن مازال الوضع على حاله وبقي الجميع يتحدّث عن برامج طال تنفيذها ويبدو أنّ تكلفة اعادة تهيئة الملعب تبلغ خمسة أضعاف هذا المبلغ.
ولئن استبشر سكّان المنطقة بعودة الرّوح الى جمعية النسر الرياضي بعمدون التي مثّلت في وقت ليس بالبعيد مموّلا هامّا لفرق أندية الولاية بلاعبين موهوبين في كرة القدم وخاصّة فريق الأولمبي الباجي إضافة الى وجود عناصر تقمّصت زيّ المنتخبات الوطنيّة في رياضة العدو الريفي وتألّق أخرى في الكرة الحديديّة فانّها لم تكن بالكيفيّة التي ارتآها الجميع حيث أنّ هذه العودة لم يقابلها فاعليّة في نشاط أيّ فرع اذ بقي اعادة بعث الجمعيّة حبرا على ورق ولم نشاهد سوى تركيبة لهيئة مديرة تنتظر هي الأخرى نهاية ضبابيّة المشهد علّها تنجح في تأسيس نواة أولى تكون منطلقا لنشاط فعلي لجمعيّة آن لها أن تعود الى سالف عهدها بالنّظر الى عراقتها.