بعد صدور أحكام في ما عرف بقضية شغب ملعب بورسعيد، أشعل أنصار النادي الأهلي عدة حرائق في القاهرة وتحرك أنصار نادي بورسعيد لتهديد الملاحة في قناة السويس أهم شريان للاقتصاد المصري. اندلعت أمس بعد دقائق فقط من صدور أحكام في ما عرف بقضية شغب ملعب بورسعيد احتجاجات غاضبة من قبل من يعتقد أنهم من رابطة مشجعي النادي الأهلي (التراس)، حيث اُقتحم مقر اتحاد كرة القدم وأُضرمت النار فيه كما أشعلت النيران في نادي ضباط الشرطة.
وكان74 من مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي قتلوا في ملعب بورسعيد بعد مباراة مع النادي المصري البورسعيدي في الأول من فيفري العام الماضي. وهدد مشجعو الأهلي الذين تضمهم رابطة «ألتراس أهلاوي» بنشر الفوضى في مصر إذا لم تصدر أحكام قاسية في القضية بينما قال مشجعو المصري الذين تضمهم رابطة «ألتراس غرين إيغلز» في صفحة الرابطة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس «قضاء مسيس لتهدئة طرف يخشاه النظام ولكن فليعلم النظام بأن بورسعيد ليست ملطشة أو كبش فداء لترضية طرف على حساب مدينة يظنون أنها صغيرة وسهل المنال منها».
كما أُحرق مقر الاتحاد المصري لكرة القدم أمس بعد دقائق من إحراق نادي ضباط الشرطة في الزمالك وسط القاهرة بعد صدور أحكام على عدد من المتهمين في قضية ملعب بورسعيد. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن رجال الإطفاء تدخلوا بكثافة من أجل إخماد النيران التي امتدت في أنحاء المبنى الواقع في الحي نفسه، الذي يقع فيه نادي ضباط الشرطة.
وقال التلفزيون المصري إن حريقاً كبيراً اندلع بمقر الاتحاد المصري لكرة القدم بعد تسلق أسوار من قبل من بدا أنهم غاضبون من الحكم في قضية أحداث شغب ملعب بورسعيد. وقال التلفزيون إن الحريق امتد إلى مبنى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المجاور بمدينة القاهرة.
وقال ضابط في الأمن المصري إن مشجعي نادي الأهلي المعروفون باسم «التراس» اقتحموا المجمع وأضرموا النار في مبانيه. واستخدم سكان المنطقة الراقية من القاهرة التي يقع فيها النادي خراطيم المياه التي يستعملونها في ري حدائقهم لإخماد النيران. وتحطم زجاج نوافذ العديد من المباني الأخرى. وقال التلفزيون الرسمي إن عدة مئات من «الالتراس» يتوجهون إلى مبنى وزارة الداخلية.
وجرت العادة في السابق أن تشتد حدة المواجهات ليلا وتتواصل حتى الفجر ووجه أنصار «الأهلي» تهديدات في هذا الاتجاه..
تهديدات خطيرة
وفي بورسعيد قال شهود عيان إن نحو ألفي محتج أوقفوا عمل العبارات في قناة السويس أمس وحاولوا تعطيل الملاحة في القناة بعد نحو ساعتين من صدور حكم بتثبيت إعدام 21 متهما معظمهم من سكان مدينة بورسعيد التي تقع على المدخل الشمالي للقناة في قضية شغب رياضي وقع فيها العام الماضي.
وقال شاهد إن المحتجين أطلقوا سبعة مراكب في المجرى الملاحي وإن ثلاثة زوارق تابعة لسلاح البحرية المصري قامت بإعادة المراكب إلى مرساها. وأضاف أن المحتجين أوقفوا عمل المعديات بين بورسعيد ومدينة بور فؤاد «التي تقع على الضفة الشرقية لقناة السويس». والمعديات هي الوسيلة الوحيدة لنقل الركاب والسيارات بين المدينتين.
وثبتت المحكمة أحكام الإعدام التي صدرت في جانفي الماضي على 21 من أصل 73 شخصا تجري محاكمتهم. كما برأت محكمة جنايات بورسعيد في جلستها التي عقدتها في القاهرة عددا كبيرا من الأشخاص ال52 الذين تمت محاكمتهم أمس.