من المتعارف عليه أن الوعاء الأمثل لصحة الإنسان هي البيئة السليمة الخالية من الملوثات بشتى أنواعها. لكن ماذا لو تلوثت هذه البيئة واستفحل خطرها على سكان المدينة وأصبحت مصدر خطر؟ ما تشهده انهج وشوارع مدينة سيدي بوزيد من تراكم للفضلات أمام عديد المنازل وانتشار القمامة في كل مكان يدعو للاستغراب في ظل عدم وجود نيابة خصوصية وعجز الموظف المسؤول عن البلدية عن تسيير هذه الأخيرة. ويبدو ان هذه القمامة ستظل جاثمة مكانها حتى تصيب السكان بكارثة صحية لا ينفع معها الندم ولا نخال أحدا سيندم من الجهات المسؤولة التي بيدها الحل فالمشرف الأول على بلدية المكان قابع في مكتبه عاجز عن إيجاد أبسط الحلول لما يتهدد سكان المدينة من أمراض جراء القمامة وخير دليل مصب الفضلات الذي عاد بالوبال على تلاميذ المدرسة الابتدائية الحي الفلاحي وطلبة كلية العلوم حيث أعرب السيد المولدي التليلي مدير الحي الجامعي ابن خلدون عن تذمره الشديد من ظاهرة الرمي العشوائي للفضلات والنفايات التي تجمهرت وتنامى وجودها بشكل فظيع بطريقة تثير الاشمئزاز جردت من خلاله الحي من طبيعته العمرانية ومن وظيفته الأساسية ألا وهي توفير مناخ وبيئة سليمة للطلبة والطالبات المقيمات بالمبيت حتى ينصب تفكير الجميع على الدراسة في أحسن الظروف. وأضاف السيد المولدي أن المصب ساعد على استقطاب الكلاب السائبة والجرذان وحتى الخنازير الوحشية التي باتت تشكل مصدر إزعاج للجميع ناهيك عن الروائح الكريهة والدخان التصاعد ليلا نهارا بسبب حرق النفايات علما وان هذه الاخيرة مخاطرها لا تحصى ولا تعد فكثيرا ما تسبب الاضطرابات في الجهاز التنفسي والقلب وازمات الربو من «اكسيدات» الازوت والكبريت كما ان «الديوكسين» الناجم عن الكميات المهولة من النفايات المحروقة تؤثر على الجهاز المناعي والعصبي والهرموني مما يؤدي الى الاصابة بأمراض السرطان. من جانبه السيد محمد الهادي حمدوني مدير المدرسة الابتدائية الحي الفلاحي عبر عن استيائه الشديد من صمت كل المسؤولين ازاء هذه الكارثة البيئية والتي خلفت عديد الامراض لدى التلاميذ والمربين رغم نداءات الاستغاثة والمراسلات الموجهة لكافة الجهات المسؤولة غير أنها لن تلقى سوى اللامبالاة وكأن ابناء الحي الفلاحي ليس جزءا من هذا الوطن ولا يحق لهم الدراسة في بيئة خالية من التلوث.