تمتاز معتمدية الشراردة من ولاية القيروان بمساحات شاسعة واغلبها غير مستغلة نتيجة عدم كهربة الآبار وهو ما جعل سكانها يستغيثون جراء العطش وخصوصا منطقة «بئر الحلو» بالجهة. «الشروق» زارت المنطقة وتحدثت إلى بعض أهالي منطقة بئر الحلو ورصدت مشاغلهم ومعاناتهم اليومية.
محمد الصغير الغرسلاوي أفاد انه يشتري بمعدل كل ثلاثة أيام صهريجا من الماء ب15 دينارا ليشربه هو وعائلته وهذا الماء مصدره بئر يبعد عنه حوالي 6 كلم، والحال أن قنوات الصوناد تبعد عنه حوالي كيلومتر واحد وقد قدم العديد من المطالب منذ سنوات ومازال ينتظر.
أما علي النويلي وشقيقه محمد أصحاب عائلتين هما مشتركان في صهريج واحد لجلب الماء من إحدى الآبار أو من الحنفيات التي تبعد عنهما حوالي 5 كلم ليشربوا (العائلتين) ويغتسلوا منه عبر دابة وعبرا الاثنان عن معاناتهما في التنقل. وأفاد علي النويلي انه كبر ونشا على هذه الوضعية ويواجه صعوبة في فصل الشتاء عند نزول الأمطار في ظل مسلك فلاحي غير معبد، فقاطعه شقيقه بقوله «لقد تعبت كثيرا من جلب الماء والحال ان القنوات محيطة بنا من كل الجهات وأخاف أن أموت عطشا والماء على بعد خطوات منّي».
هذا حال حوالي مائة عائلة واغلبهم من الفقراء، رغم عديد الوعود التي كانت تصلهم لتحسين وضعهم الاجتماعي.
يقتصر نشاط أهالي بئر الحلو على القطاع الفلاحي خاصة غراسة الزيتون واللوز إلى جانب توفر مساحات شاسعة غير أن هذه الأخيرة غير مستغلة في ظل غياب الدعم الفلاحي وعدم توفر كهرباء فقد عانى سكان الجهة من ظروف مناخية قاسية في السنوات الماضية الأمر الذي أزّم الوضعية.
يملك يوسف الغرسلاوي قطعة ارض مساحتها 6 هكتارات وبها أشجار زيتون تكاد تكون ميتة وصفراء جراء العطش وبالرغم أن بضيعته بئر سطحية ولكنها غير مرتبطة بالكهرباء ويستعمل البنزين وأصبح غير قادر لشرائه نظرا لارتفاع الاسعار، وأفاد انه يرغب في كهربئته حتى لا يضيع أولاده ليذهبوا إلى جهات أخرى يتسكعون ويطمح في استغلال أرضه على أحسن وجه صحبة أبنائه العاطلين عن العمل وانه قدم العديد من الطالب لكن دون جدوى.
الأهالي يطلقون نداءات عاجلة للمسؤولين خاصة دوار الشيخ علي والحشاشية والهنانية والخدايجية وقد ناشدوا السلط في مرات سابقة للعناية بهم إلا أنهم لم يجدوا أي إصغاء من المسؤولين.
والي الجهة قال في حديثه ل«الشروق» في أكثر من مناسبة إنّ من أولوياته توفير الماء الصالح للشراب...فمتى تتحقّق هذه الأولوية؟