بالرغم من أنها تعهدت سابقا بحماية التراث والمعالم التاريخية ...من جديد تفشل وزارة الثقافة في المحافظة على الذاكرة الوطنية وتتواصل الاعتداءات على الأضرحة والمقامات. السيدة المنوبية علي الحشاني سيدي عبد القادر أحمد الورفلي سيدي بوسعيد سيدي بوغانم...ما يقارب ال 40 مقاما وزاوية تعرضوا للإعتداء والحرق والنهب والتخريب في الأشهر الأخيرة وهي سابقة هي الأولى من نوعها في تونس وقد ظهرت بعد الثورة وغذاها ظهور ما يعرف بالتيارات السلفية المتشددة التي ترى في مقامات الأولياء الصالحين شركا باللّه في حين أنها تتعمد إلى النهب والسرقة والإعتداء على أملاك الغير على غرار ما تعرضت إليه بعض النساء المشرفات على زاوية السيدة المنوبية.
تهديد وضرب للذاكرة الوطنية
وهذه الاعتداءات المتكررة والتي لم تجد لها وزارة الداخلية حلاّ هي ليست بالهيّنة بل تعدّ تهديدا وضربا لتاريخ هذه البلاد وطمسا باستهدافها لمعالم التراث الديني والحضاري فهذه المقامات والزوايا تعد جزءا من الذاكرة الوطنية في عمقها الحضاري والثقافي والتاريخي وقد تعرضت هذه الذاكرة إلى الاعتداء على أساس مبرّرات عقائدية ودينية محل نقاش واختلاف.
تعهد وفشل
وقد تعهدت وزارة الثقافة في وقت سابق بحماية المعالم التاريخية وأصدرت بيانا في جانفي 2013 أكدت فيه على وضع خطة وطنية لحماية هذه المقامات والمعالم بالتنسيق مع وزارة الداخلية لكن تواصل هذه الاعتداءات يؤكد فشل الوزارتين في توفير الحماية لهذا التراث الوطني.
وأكد مصدر من وزارة الثقافة أن المسؤولية تتحملها كل من وزارتي الثقافة والداخلية باعتبارهما المعنيتين بهذا الأمر. وبعد أن تم اقتحام المعلم التاريخي زاوية سيدي عبد القادر بنهج الديوان بتونسالمدينة والفضاء الثقافي الحلقة للمسرحي عبد الغني بن طارة أكدت وزارة الثقافة من جدير أنها ستتخذ التدابير اللازمة والإجراءات الضرورية لدى السلطات الأمنية والقضائية ضد المعتدين وأعلنت عن تمسكها بحماية تراثها المادي واللامادي والدفاع عن حرية التعبير.
مسؤولية مشتركة
ويحمل البعض من المشرفين على هذه المقامات والزوايا المسؤولية إلى وزارة الداخلية أولا ووزارة الثقافة ثانيا وطالبوا بتوفير الأمن لهذه الزوايا قبل الإعتداء وليس بعد ويقول أحدهم إن هذه الزوايا بعضها موجود في أماكن بعيدة عن مناطق العمران وليس هناك من حماية أمنية تمنع المجرمين من تنفيذ فعلتهم حسب تعبيره وأضاف أن تضاعف عدد الزوايا المتعرضة إلى الحرق والنهب يؤكد استهانة كل من وزارتي الداخلية والثقافة بتراث وتاريخ هذه البلاد خاصة وانه لم يتم تطبيق حكم صارم ضد من تطاولوا على هذه المقامات حتى يكونوا عبرة لمن تساوره نفسه الإقبال على مثل هذا الجرم الشنيع حسب كلام «وكيل» أحد مقامات الأولياء الصالحين الذي أكد وجود خطة ممنهجة للقضاء على تراث وتاريخ هذا الوطن. وقد فشلت وزارة الثفافة سابقا في حماية المخزون التراثي للبلاد الذي طالته أيادي الطرابلسية في عهد بن علي وسجلت عديد السرقات لقطع أثريةنادرة وتم الاستيلاء على أراض تابعة لمناطق أثرية ومن جديد تفشل هذه الوزارة في حماية هذه الذاكرة الوطنية من الحرق والنهب والاعتداء...فأي دور تقوم به هذه الوزارة اليوم وكل مشاريعها مازالت معلقة لم تغادر الملفات وأروقة المكتبات؟!