يكابد تلاميذ المدارس الريفية المصاعب التي تتضاعف خلال فصل الشتاء جرّاء البرد القارس وصعوبة الطرقات والمسالك الفلاحية والأهالي أيضا تتعطل مصالحهم الفلاحية. وللوقوف على حقيقة هذه المعاناة كانت لنا زيارة لجهة الحشاشية الجنوبية التابعة لمعتمدية الشراردة. عبد الله حشيش ذكر أنهم في أمس الحاجة إلى تعبيد المسلك الفلاحي الرابط بين الجهة والطريق الرئيسي وذلك لوضع حدّ لمعاناتهم شتاء وصيفا بما أن هذا المسلك الفلاحي هو المنفذ الوحيد للاتجاه لأعمالهم ومدارسهم ومعاهدهم فإنهم يطالبون بوضع حدّ لإنهاء هذه العقبة مع العلم أنهم توجهوا بعديد المطالب سابقا لكنها لم تجد أذانا صاغية. كما أفاد علي الغرسلاوي بأنهم ضاقوا ذرعا بالوعود التي تلقوها في خصوص ترميم وتعبيد هذا المسلك الذي مثل الشغل الشاغل لهم خاصة في فصل الشتاء، حيث تتراكم به الأوحال ويصعب المرور عبره والشيء الذي لفت الانتباه أن طول هذا المسلك يساوي 1.5 كلم فقط وبعيدا عن عدسة المصورين وكاميرات القنوات التلفزية وأقلام التحرير، يعاني التلاميذ في الحشاشية من مشاكل عديدة في صمت. حيث يكابدون ويجاهدون يوميا للوصول إلى مدارسهم من أجل تحصيل العلم والنجاح. وخلال رحلتنا صحبة بعض المواطنين منهم علي البعزاوي الذي أفاد أن الرحلة شاقة ومتعبة بل إنها رحلة عذاب يومية لما قد تخفيه الطريق من مفاجآت كلفت بعض الصغار أحيانا حياتهم وأضاف الغرسلاوي أن تلاميذهم يضطرون إلى الخروج من منازلهم منذ الصباح الباكر ويقطعون يوميا عديد الكيلومترات ذهابا وإيابا عبر مسالك فلاحية رديئة ووعرة لترتعش أجسادهم الطرية من البرد القارس شتاء وتلفحهم حرارة الشمس الحارقة ورياح الشهيلي في أحيان أخرى دون أن نتحدث عن فيضانات الأودية عند نزول الأمطار وما تسببه من أخطار تهدد حياتهم. حيث تفتقر منطقتهم إلى مدرسة ابتدائية توفر على التلاميذ عناء التنقل أقداما لمسافة 6 كلم نحو مدرسة حسين الغرسلاوي ببئر الحلو.
وقد تبرع المواطنون بارض للمدرسة المزمع إحداثها بادروا بتجميع كميات من الأحجار بنية إحداث المدرسة. وهم ينتظرون الترخيص والتدخل من الجهات المعنية. فمتى يتم تعبيد المسلك وإحداث مدرسة ابتدائية بالجهة حتى لا تتزايد نسب الفشل المدرسي ومغادرة التلاميذ لمقاعد الدراسة منذ السنوات الأولى.
توقف اشغال قنوات الري بنصر ا& يحير الفلاحين
انتهت منذ مدة أشغال انجاز حفرية تعويضية للمنطقة السقوية بزياتين نصر الله وإحداث أخرى ضمن برنامج المنطقة السقوية لبئر صالح بن مختار ببريكات القصور واستبشر الفلاحون بالمنطقتين للمردود المنتظر الذي ستوفره هاتين الحفريتين لما لهما من تأثير كبير على مردودية الفلاحة من خلال وجود منسوب جيد من مياه الري. إلا أن توقف الأشغال على مستوى تجهيز الحفريتين بقنوات الري ومولدات الكهرباء في ظرف مناخي صعب تمر به المنطقة مما يهدد غابات الزياتين بالعطش للموسم الثاني والتي تفوق 30 ألف عود زيتون ومع اقتراب موسم الصيف يطلق الفلاحون صيحة فزع لإبلاغ صوتهم للسلطة الجهوية ووزارة الفلاحة قصد التعجيل بإتمام هذين المشروعين قبل فوات الأوان.