المناضل سعد عمارة مرزوقي مرزوقي اغرورقت عيناه بالدموع حين سألته عن أيام الاستعمار. ومضى يحدثني عن انخراطه في صفوف المقاومة منذ بلغ العشرين من العمر سنة 1952 اثر اندلاع أحداث 18 جانفي. إذ عمد هو ومجموعة من رفاقه أمثال المرحوم يوسف البلطي والعربي الشرفي ومحمد السوري إلى قطع أسلاك الهاتف لعزل الجندرمة الفرنسية عن الاتصالات وتخريب السكة الحديدية لمنع وصول الإمدادات وحرضوا المواطنين على الثورة ضد المستعمر الفرنسي بتوزيع المناشير ثم قاموا بإحراق مركز الجندرمة بنصر الله. حوكم من طرف المحكمة العسكرية من أجل هذه التهم ب20 سنة أشغالا شاقة و20 سنة نفي من البلاد من أجل الحرق وسنتين ونصف في قضية تخريب السكة وغرامة بلغت 80 ألف فرنك. وأسقطت عليه التهمة الثانية لتبدأ بذلك رحلة العذاب داخل السجون متنقلا من نصر الله والقيروان إلى تونس عبر سوسة ليتم نقله في النهاية إلى أعتى السجون الفرنسية آنذاك سجن» أوريانا فيل « بمدينة الأصنام الجزائرية أين يقول محدثي أنه تلقى هنالك أشد صنوف التعذيب. ويذكر حدوث الزلزال سنة 1954 فتم نقلهم إلى سجن «ميزون دي كاري» ولما اندلعت الثورة الجزائرية تمت إعادتهم إلى تونس ويذكر أيضا أنه سجن مع عدة وجوه سياسية آنذاك منها المرحوم الهادي شاكر الذي اغتالته عصابة اليد الحمراء فيما بعد وعبد المجيد شاكر وعمر شاشية هذا وقد تمتع بالعفو سنة 1955 في مطلع الاستقلال الداخلي .
و هو يدعو اليوم وقد ناهز 82 سنة من العمر، شباب تونس بالحفاظ على مناعة ترابها لأن ثمن استقلالها كلف أبناءها دماء وسجونا وتنكيلا وهو يعتز بكونه بذل شبابه دفاعا عن الوطن دون أن ينتظر مقابلا سوى أن يرى راية وطنه خفاقة.
المناضل سعد عمارة مرزوقي مرزوقي اغرورقت عيناه بالدموع حين سألته عن أيام الاستعمار. ومضى يحدثني عن انخراطه في صفوف المقاومة منذ بلغ العشرين من العمر سنة 1952 اثر اندلاع أحداث 18 جانفي. إذ عمد هو ومجموعة من رفاقه أمثال المرحوم يوسف البلطي والعربي الشرفي ومحمد السوري إلى قطع أسلاك الهاتف لعزل الجندرمة الفرنسية عن الاتصالات وتخريب السكة الحديدية لمنع وصول الإمدادات وحرضوا المواطنين على الثورة ضد المستعمر الفرنسي بتوزيع المناشير ثم قاموا بإحراق مركز الجندرمة بنصر الله.
حوكم من طرف المحكمة العسكرية من أجل هذه التهم ب20 سنة أشغالا شاقة و20 سنة نفي من البلاد من أجل الحرق وسنتين ونصف في قضية تخريب السكة وغرامة بلغت 80 ألف فرنك. وأسقطت عليه التهمة الثانية لتبدأ بذلك رحلة العذاب داخل السجون متنقلا من نصر الله والقيروان إلى تونس عبر سوسة ليتم نقله في النهاية إلى أعتى السجون الفرنسية آنذاك سجن» أوريانا فيل « بمدينة الأصنام الجزائرية أين يقول محدثي أنه تلقى هنالك أشد صنوف التعذيب. ويذكر حدوث الزلزال سنة 1954 فتم نقلهم إلى سجن «ميزون دي كاري» ولما اندلعت الثورة الجزائرية تمت إعادتهم إلى تونس ويذكر أيضا أنه سجن مع عدة وجوه سياسية آنذاك منها المرحوم الهادي شاكر الذي اغتالته عصابة اليد الحمراء فيما بعد وعبد المجيد شاكر وعمر شاشية هذا وقد تمتع بالعفو سنة 1955 في مطلع الاستقلال الداخلي .
و هو يدعو اليوم وقد ناهز 82 سنة من العمر، شباب تونس بالحفاظ على مناعة ترابها لأن ثمن استقلالها كلف أبناءها دماء وسجونا وتنكيلا وهو يعتز بكونه بذل شبابه دفاعا عن الوطن دون أن ينتظر مقابلا سوى أن يرى راية وطنه خفاقة.