لئن كانت بلدية تبرسق من أنظف البلديات قبل الثورة، فإن الوضع تغير الآن كثيرا بل أصبح يبعث على القلق. فالخدمات تعرف تراجعا ملحوظا بشهادة أغلب السكان. إنّ كل من يمرّ بمدينة تبرسق من غير القاطنين بها يلاحظ انعدام النّظافة وخاصة يومي الأربعاء والخميس، يومي السّوق الأسبوعية، إذ تظّل هذه الفضلات مكدّسة في بعض الأحياء لمدة أيام وهو ما يتسبّب في انتشار الروائح الكريهة وجلب الكلاب السّائبة.
كما تعرف المنطقة البلدية بأكملها وخاصة أحياء عين الكرمة وبوزايدة وعين مراد الإنقطاعات المتكررة للإنارة العموميّة ويعود ذلك لانعدام الصيانة وعدم الجدية في معالجة هذه الظاهرة التي شجعت اللّصوص والصّعاليك على التّمادي في أعمالهم الإجرامية.
و علاوة على انعدام الأمن وخاصّة أمام المؤسسات التربويّة، فإن المدينة تشهد فوضى مرورية وانتصابا فوضويا لا مثيل لهما. ويشكو سواق حافلات النقل العمومي من المضايقة عند الوقوف كما أنّ محطة سيّارات الأجرة أصبحت شبيهة بمأوى للسيارات الخاصة.
البنية التحتية لا تبدو أحسن حالا من الوضع العام داخل المدينة، كيف لا وبلدية تبرسق والتي يعود تاريخ إحداثها إلى سنة 1904 لا يوجد بها مهندس يشرف على الأشغال إلى حدّ اليوم وهو ما أدّى إلى عديد الإخلالات والسّرقات والتّلاعب بالمال العام وهي مظاهر تواصلت حتّى بعد الثّورة وتستوجب التدخّل الفعلي والرّقابة الجديّة من قبل الجهات المختصّة لقطع دابر الفساد.
ويبقى احداث نيابات خصوصية هو الحلّ الأنسب والأفضل لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإعادة الإشراقة إلى مدينة تبرسق التي حباها الله بجمال خلاّب والتّي فازت بجائزة أنظف البلديّات لسنة 2002.