تميز المشهد الثقافي والشبابي بالمطوية منذ بداية عطلة الربيع بالتنوع والثراء من حيث مضامينه وأبعاده المتعددة وفي هذا الإطار انطلقت يوم 17 مارس الجاري تظاهرة «فسيفساء تنشيطية» بالمطوية. التظاهرة تواصلت فعالياتها على مدى ثلاثة أيام من تنظيم وحدة تنشيط الأحياء المتنقلة بقابس
وقد شهدت هذه التظاهرة تقديم مجموعة من الفقرات تميزت بأبعاد ترفيهية وهادفة وبهذه المناسبة أقيم معرض وثائقي حول العادات والتقاليد والأدوات والمعدات الفلاحية والمنزلية القديمة إلى جانب تنظيم ورشات تكوينية في الفسيفساء والجرافيتي والبيئة وإجراء مجموعة من الألعاب الفرجوية في الهواء الطلق وضمن الأنشطة الرياضية والفكرية أقيمت دورة رياضية في الشطرنج بمقهى الحاج سعيد وأخرى في الكرة الحديدية وسباق العدو الريفي والرياضة الميكانيكية وحملة السلامة المرورية داخل المدينة كما تضمنت هذه التظاهرة أيضا تقديم عيادات مجانية بالشارع الرئيسي وتنظيم حملة التبرع بالدم وعرض مسرحي بعنوان «قادمون» وأخر موسيقي حول الفن الأصيل. وعلى هامش فعاليات هذه التظاهرة التنشيطية احتضن فضاء المنتزه الحضري بالمطوية تظاهرة «اليوم العلمي» من تنظيم جمعية علوم الواحة بالمطوية.
هذه التظاهرة التي تهدف إلى المساهمة في تنمية الحس العلمي والتعريف ببعض الابتكارات العلمية لدى المواطنين وخاصة الشريحة التلمذية والطلابية تضمنت تقديم مجموعة من الفقرات ذات أبعاد علمية ، فقد تميزت فعاليات هذه التظاهرة خلال الفترة الصباحية بتدشين المعرض البيولوجي حول النباتات البرية والسقوية بمساهمة الأستاذة أحلام بوفايد التي ذكرت للشروق أن هذا المعرض عكست محتوياته التي تضم أكثر من مائة صنف من النباتات المحلية ما يضمه المشهد الزراعي بواحة المطوية ومحيط المنطقة الغابي من مخزون نباتي ثري يستجيب للتأقلم مع المعطيات المناخية المحلية بالإضافة إلى المعرض الوثائقي حول المطوية خلال الخمسينات وأخر اهتمت معروضاته بآلات التصوير الفوتوغرافي والأجهزة السمعية مدعمة بنبذة تاريخية عن خصوصيات هذا الفن ومراحل تطويره .
وفي الفترة المسائية وبفضاء المركز الثقافي تابع الجمهور مداخلة علمية حول تاريخ الحياة الكونية للدكتور محمد الأوسط العياري عبر «السكايب» حيث قدم بسطة ضافية عن المراحل التاريخية لبداية الكون وظهور الحياة على المعمورة إلى جانب أسباب سقوط الأجرام على الأرض انطلاقا من احتراقها جزئيا في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي وتأثيراتها على الإنسان والمنشآت السكنية على غرار سقوط النيزك داخل الأراضي الروسية خلال الشهر الفارط وأبرز أن العقل التونسي قادر على الإبداع والتميز وقهر المستحيل أمام الوصول إلى تحقيق نتائج باهرة في المجال العلمي والتكنولوجي بالخصوص مؤكدا على أهمية ارتباط الكلام بالفعل والعمل من خلال ضرورة الاعتماد على منهجية أساسية وهي اقتران النظري بالتطبيقي من أجل توظيف العلم لفائدة الإنسانية على غرار إيجاد مراصد لمراقبة الأجرام .
كما أشار في مداخلته أيضا إلى شروعه في إنجاز مرصد «منظومة الشاهد» بالقيروان بعد استكمال تصميم هذه المنظومة العلمية آملا في تعميمها على بعض المدن والمؤسسات الجامعية. كما شهدت هذه الأمسية أيضا إقامة حفل توزيع الجوائز على صاحبات المراتب الثلاث الأولى ضمن دورة الأولمبياد في الرياضيات الذي نظمته جمعية واحة العلوم بالمطوية خلال الشهر الماضي تحت شعار «لمسة وفاء للمربيّة المرحومة نجاة عبد الرحيم» وهن على التوالي :آية اللطيف ، نور الهدى الذهيبي واستبرق عباس وعلى إثر هذا الحفل تحول الحاضرون إلى فضاء المنتزه الحضري بالمطوية أين تابعوا عملية إطلاق تجربة البالون إلى الفضاء بإشراف السيد بلال الباروني رئيس نادي «الشاهد» بالمدرسة الوطنية للمهندسين بقابس لتصوير مشاهد محيط المنتزه عن بعد كما قدم بالمناسبة تعريفا ضافيا عن مكونات البالون التقنية وأغراضه العلمية ..