أثبتت التحاليل المخبرية أن السجائر من صنف 20 مارس خفيف التي يتم ترويجها في الأسواق الموازية مقلّدة ومجهولة المصدر، وقد أفادنا المدير العام للوكالة الوطنية للتبغ والوقيد أن هذه السجائر التي تباع في السوق الموازية تحتوي على كميات عالية من ال«نيكوتين» وال«قطران». وتفوق هذه الكميات المواصفات المعمول بها محليا ودوليا مما ينجر عنها مخاطر مضاعفة على صحّة مستعملي هذه السجائر خاصة منها أمراض القلب والشرايين والسرطان (عافانا وعافاكم الله).
التونسي يستهلك كميات كبيرة من السجائر تصل إلى 14 مليار سيجارة سنويا أي ما يناهز 450 مليون علبة (محلية ومستوردة) وتعد سجائر 20 مارس خفيف الأكثر استهلاكا في تونس إذ تناهز مبيعاتها السنوية ما بين 200 و250 مليون علبة ونظرا إلى هذا الإقبال الكبير فإن العرض كثيرا ما يكون أقل من الطلب ممّا ينعكس عنه نقص واضح في هذه المادة من حين إلى اخر ولعل هذا من بين أسباب توجه مستعملي هذه النوعية إلى السوق الموازية التي تضم سجائر تحمل نفس التعليب الذي يتم ترويجه في السوق المنظمة لكنه يحتوي على مضار مضاعفة.
ومن الأسباب الأخرى للتوجه إلى هذه السوق الثمن إذ تباع بنحو دينارين في السوق الموازية وبنحو 2500 في السوق المنظمة، وعموما فالسوق الموازية تتضمن عدة ماركات مقلدة لأنواع سجائر عالمية وأخرى غير معروفة في تونس لكن لا أحد يعلم حجم مخاطرها باعتبار أنها لا تخضع لأي نوع من أنواع الرقابة الصحية أثناء الصنع والعرض للبيع.
500 مي للعلبة
وعن ثمن علب السجائر الذي يعد مرتفعا مقارنة بكلفة الصنع ذكرت مصادر مطلعة أن 70٪ من ثمن علب السجائر يتم احتسابه ضمن الجباية والأداءات فعلبة 20 مارس مثلا ثمنها 2250 وكلفتها لا تتجاوز تقريبا 500 مي وتوزع باقي المرابيح على ميزانية الدولة وصندوق التشغيل الذي يتمتع لوحده حسب الرائد الرسمي بنحو 580مي عن كل علبة والبقية أداءات ومرابيح لباعة التفصيل (90مي للعلبة).
1200 مليار
ولعل ما يجهله الكثيرون أن السجائر تمكن خزينة الدولة سنويا من 1200 مليار، لكن السوق الموازية وابتلاعها لنحو 35٪ من حجم السوق جعل الدولة تخسر مرابيح تقدر بنحو 420 مليارا سنويا تضخ كأرباح في جيوب المهربين دون أن تعود بالنفع على صندوق التشغيل أو ميزانية الدولة. ونبّهت مصادرنا إلى أن السوق الموازية لو تواصلت في التوسع على النحو الذي شهدته في السنوات الأخيرة فإن المسألة ستكون أكثر خطورة على صحة مستهلكي هذه السجائر وعلى الاقتصاد عموما لذلك يجب التصدي لهذا النزيف.
اكتشاف التبغ تعد قبائل «المايا» أول من استعمل التبغ ثم نقلوه الى الهنود في أمريكا الشمالية اذ استعمل في طقوسهم ومراسمهم الاحتفالية ومنها الى إسبانيا وفرنسا ثم انتقلت النبتة عبر الديبلوماسي البريطاني جون نيكوت الى جل أرجاء العالم وقد استمدّت اسمها من اسمه. ووصلت هذه النبتة الى شمال افريقيا وتونس من أوروبا منذ سنة 1830.