نزل الفنان علي الخميري ضيفا على المهرجان الجهوي للمسرح كعضوفي لجنة التحكيم وقد تحدث الى «الشروق» عن واقع الفن الرابع في بلادنا. وقد اثنى الخميري على هذه البادرة الجهوية المشجعة على إحياء الفن المسرحي واعتبرها فرصة جيدة تفتح أمام مواهب قادرة على النجاح شريطة مزيد الاعتناء بها وتأطيرها من قبل مختصين ومحترفين للفن المسرحي وتأطير المشرفين عليهم لتلقى جهودهم النتائج المرجوة واعتبرها مجهودات تذكر فتشكر.
وارجع علي الخميري عزوف الجمهور عن الفن المسرحي الى الغموض الذي طغى على النصوص المسرحية المقدمة في بلادنا وأشار إلى أنه كان هناك إقبال على الفن الرابع فيما مضى لولا دخول أنماط جديدة اليوم وكثرة الأعمال التجريدية التي ولدت عقدة « اللافهم» مضيفا « وكأن الأدب أوالمسرح غموض أولا يكون».
واضاف الخميري: «... فأنا كمسرحي بلغ بي الحال إلى الدخول لمسرحية دون فهم أي شيء» وأكد أنه لا بد من مراعاة قيمة موضوع النص المسرحي وفكرته وطريقة بسطه حتى لا يصل المتفرج إلى طريق مغلق في فهمه للمسرحية.
وعن المتسبب في هذا الخطأ، ذكر الأستاذ علي الخميري أن فتح وزارة الثقافة الباب في انجاز المشاريع المسرحية لمن هب ودب جعل العديد من الكتاب والمسرحيين يستسهلون هذا العمل الذي له في واقع الأمر أهله ورجاله من الراسخة أقدامهم في الميدان وممن يؤمنون بقيمة هذا العمل التوعوي، التعليمي والهادف إلى قيم إنسانية وكونية هامة وعظيمة.
وتابع محدثنا بأن المسألة قد أصبحت وكأنها استعراض عضلات فنية بطريقة ارتجالية مبتذلة لتصبح هناك تخمة عرض تقلق الركح وتثقله فيصعب على المتفرج فهم الحركات مما يدفعه إلى العزوف عن الاستمرار في المشاهدة أوإعادتها في أعمال أخرى وهنا تكون الضربة لفن المسرح مضيفا أن هناك مسرحا ذا قيمة عالية وصل بنجاحه خارج حدود الوطن ..
وعن مكان المسرح النخبوي أكد محدثنا أنه من المستحب تقديم عروض مفهومة مع الحفاظ على المسرح النخبوي ذي الدلالات والإيحاءات المبسطة معللا قوله بأن التأويل إذا قل تنتهي قيمة العمل وتمسك بضرورة إيجاد مدخل للمتفرج ليؤول النص واللوحة الفنية المعروضة على الركح كما أشار الأستاذ علي الخميري إلى ذكاء المتفرج التونسي الذي من الضروري أخذه بعين الاعتبار باعتباره صعب الاختيار وغير متقبل لأي نوع من التهريج .
كما ذكر محدثنا أن الكوميديا هامة وهادفة بالأساس شأنها شأن العديد من المسرحيات الأخرى الهادفة والمستساغة وأكد أن موضوعها ومستوى عرضها هوأيضا مقوم هام لها وليس من السهل إقناع الجمهور بالتافه منها أوالمبتذل مما لا ينفي وجود مسرحيات ذات بعد جمالي وفني وثقافي وأدبي يمكن مشاهدتها واستساغتها والخروج منها بأشياء.