مازالت قضية وفاة الناشطة السياسية كاهنة حسين التي وجدت جثتها بنزل الهناء الدولي بالعاصمة بتاريخ 3 ديسمبر 2011 لم تفتح ألغازها بعد فقد ضلت وفاتها غامضة حيث هناك فرضيتين الأولى تقول بأنها انتحرت والثانية تقول بأنها قتلت. الأبحاث تعهد بها قاضي التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة الابتدائية بتونس ومازالت جارية والى حد كتابة هذه الأسطر لم يتبين بعد إذا ما كانت الضحية قتلت أم أنها انتحرت.
بالعودة الى تاريخ الواقعة فقد وجدت جثة الضحية حسب ما أعلنت عنه السلط الأمنية فوق سطح مطبخ نزل الهناء الدولي في حين أن العائلة ورفاق الضحية يؤكدون بأنها وجدت أمام مقر النزل وهذا الأمر ان ثبت فان ذلك يمكن أن يورط عددا من الأطراف.
تقول والدة الضحية أن ابنتها كانت قد شاركت في وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس التأسيسي وهي وقفة دعا اليها حزب العمال مؤكدة أن تسجيلات كاميرا النزل لم تثبت أن ابنتها دخلت النزل الى جانب انه وجد بجانب جثة ابنتها جهاز هاتفها الجوال الذي كان يعمل ونظارتها وهو ما يطرح حسب رأيها أكثر من سؤال إذا ما انتحرت ابنتها من الطابق العاشر فكيف لجهاز جوالها أن يبقى يعمل.
وذكرت والدة الضحية أن تقرير الطب الشرعي أثبت أن نتيجة الوفاة ناتجة عن تعرضها الى اعتداء على مستوى رأسها . وأكدت والدة الهالكة أن ابنتها ناشطة بحزب العمال مستغربة لماذا لم تقم قيادات الحزب بتعزيتها.
وأضافت محدثتنا أن ابنتها تلقت تهديدات عبر الموقع الاجتماعي من قبل شخص قيل أنه ينتمي الى تيار ديني متشدد. موضحة أن مكان تواجد جثة ابنتها ليس نفس المكان الذي ذكر في المحاضر الأمنية.
وأكدت والدة الضحية أنه يمكن ان يكون وراء قتل ابنتها طرف سياسي باعتبار أن الضحية من أكثر الشباب نشاطا وقد عرفت بتحركاتها في المجال السياسي. من جهة أخرى أفادت مصادر مطلعة أن الأبحاث في القضية مازالت جارية وأن الفرضيتين الانتحار والقتل مطروحتين في التحقيقات. وإذا ما ثبت أن هناك تغييرا في مكان تواجد الجثة فان الابحاث ستأخذ منحى آخر ويمكن أن تورط عدة أطراف.
وذكر مصدرنا أن العائلة لم تقدم ما هو عليها حيث أن لسان دفاعها مطالب بتقديم تقرير حول معطيات معينة والى حد الآن لم يقم بذلك وهو الأمر الذي أدى الى تعطيل الأبحاث.
من جهة اخرى ذكرت مصادرنا أنه إذا ما اتهمت والدة المجني عليها رسميا حزبا ما بالوقوف وراء قتل ابنتها فانه سيتم استدعاء الأطراف المعنية للتحقيق معهم. حسب رفاق الضحية الذين التقينا بهم في الوقفة الاحتجاجية الدورية المخصصة للكشف عن قتلة الشهيد شكري بلعيد أكدوا أنه يمكن ان تكون الضحية اغتيلت من قبل طرف سياسي ما. مضيفين أنها بتاريخ الحادثة كانت معهم بالوقفة الاحتجاجية امام المجلس الوطني التأسيسي. وكانت حالتها النفسية جيدة ولم تظهر عليها علامات يأس أو حزن بل كانت في حالة طبيعية. مستغربين لماذا تم الترويج بقوة بكونها فتاة غير صالحة الى جانب أنها انتحرت وهو الامر الذي استبعدوه. كما طالب رفاق الضحية السلط المعنية بالعمل من أجل كشف هذه الجريمة التي بقيت تفاصيلها غامضة.