انقاد الترجي الى هزيمة غير متوقعة في أول خروج رسمي له بعد فترة توقف للنشاطات المحلية والخارجية لمدة أشهر لفسح المجال للمنتخب الوطني لإعداد وخوض فعاليات نهائيات كأس الأمم الافريقية. هزيمة الترجي وإن لم يستسغها البعض باعتبار ان الفريق تعود على عدم المساومة على ميدانه، الا ان رؤية واقعية لمجريات الأمور من داخل الفريق تجعل ظهور الفريق على غير عادته منتظرا ولا يبعث على القلق. مؤشرات أول النقاط التي يرجع لها سبب هزيمة الفريق تتمثل في غياب النسق عن المجموعة. فالترجي الذي أنهى المرحلة الفارطة من البطولة بقوة وقدم مردودا رفيعا وجد نفسه أمام حتمية الدخول في بطالة كروية كاملة تزامنت مع وقائع الجلسة العامة للفريق والتغيير على رأس الاطار الفني اضافة لعدة عوامل ميدانية أخرى. ففي ظرف أشهر اكتفى الترجي بإجراء لقاء ودي وحيد وهو غيركاف بالمرة لمجابهة نسق مباراة أمام منافس في حجم الزمالك. كما أن الفريق كان محروما من الاستفادة من خدمات لاعبيه الدوليين الذين تألقوا مع المنتخب وكان دخولهم في مباراة أول أمس بدون مقدمات ومهما كانت معرفتهم بأجواء الفريق فإن تعاملهم مع الرؤية الفنية والتكتيكية للمدرب الجديد تتطلب بعض الوقت. دون صانع ألعاب الترجي وجد نفسه في مواجهة ناد كبير في حجم الزمالك دون صانع ألعاب وذلك بعد الغياب التأديبي لاسكندر السويح والمدرب أوسكار حاول تغطية هذا النقص من خلال الاعتماد على ثالوث في وسط الميدان الدفاعي ضمّ كلا من المناري وكلايتون وغازي ورغم مجهودات هذا الثالوث الا انه لم يكن ليعوض دور صانع الألعاب وهو ما غيب تنويع الهجومات والحلول على مستوى المناطق الأمامية وحتى الاعتماد على خدمات «دياكي» كان صعبا بحكم عدم جاهزيته بنسبة 100 على المستوى البدني. مسألة معنويات لا أحد بإمكانه التشكيك في قدرات اللاعب مراد المالكي الذي ظل دائما أحد مفاتيح اللعب الرئيسية في الترجي. المالكي لم يكن في أوج عطائه في مباراة أول أمس وهو أمر مبرر باعتبار الظروف النفسانية الصعبة التي مر بها بعد «اقصائه» من قائمة المنتخب، اضافة لفشل تحوله للاحتراف في انقلترا. المدرب «أوسكار» أكد اثر اللقاء انه أصر على تشريك المالكي للرفع من معنوياته، لكن في المقابل لم يجد التجاوب نفسه مع الجمهور الحاضر الذي كان سلبيا معه في أغلب فترات اللقاء وهو ما زاد الطين بلة. فراغ كبير غياب الحارس «تيزي» كان ملحوظا في تشكيلة الترجي رغم اقتناعنا بأن الحارس الشاب الرتولي لا يتحمل لوحده مسؤولية الهزيمة باعتبار ان أغلب عناصر الفريق لم تكن في يومها ووجود الحارس «تيزي» كان سيوفر رصيدا من الثقة لدى زملائه ويعطيهم دفعا معنويا أفضل خلال اللقاء لكن طارئا صحيا حرم الترجي من حارسه الاول. في مستوى التطلعات رباعي المنتخب الوطني الحائز على بطولة افريقيا والمتكون من بدرة والجعايدي والمناري وكلايتون كان في مستوى التطلعات وقدم مباراة مثالية على جميع المستويات وحتى الاقصاء الذي تعرض له المناري يبقى مفهوما باعتبار ان مهاجم الزمالك الذي تمت عليه العرقلة كان في طريقه للانفراد بالحارس الرتولي. المردود الذي ظهر عليه رباعي المنتخب يعيدنا للنقطة الاولى التي غابت عن بقية المجموعة وهي عامل النسق الذي يبقى له دور كبير في مثل هذه المواجهات الهامة. امكانات طيبة مباراة أول أمس كانت فرصة أولى للوقوف على امكانات اللاعب الجديد للترجي الجزائري كريم غازي. ورغم الهزيمة فإن هذا اللاعب قدم مردودا طيبا في الجملة خاصة على مستوى تحركاته على الميدانه والحضور البدني والاكيد ان الفريق سيستفيد كثيرا من خدماته عندما تتحسن المعالم الجماعية للترجي ويكون الى جانبه صانع ألعاب في حجم اسكندر السويح. «أوسكار» يتحمل المسؤولية في تصريحاته اثر المباراة أكد المدرب الجديد للترجي الارجنتيني أوسكار انه يتحمل مسؤولية الهزيمة كما ذكر بأنه لم يجد متسعا كبيرا من الوقت ليعمل مع كامل الفريق في ظل غياب اللاعبين الدوليين وأشار كذلك لغياب اللقاءات الودية نتيجة غياب المنافسين. الاستفادة من هؤلاء الهزيمة التي مني بها الترجي لا يمكن ان تفسح المجال للذعر والتخمينات بل يجب الاستفادة منها لإصلاح ما يمكن اصلاحه خاصة ان للفريق عدة حلول كفيلة للظهور بوجه أفضل ومن المؤكد ان عودة السويح و»تيزي» والمقدمي اضافة للاعبين الشبان كعصام جمعة وكمال زعيم سيكون لها الأثر الايجابي على بقية الفريق. * معز بوطار هل تراجع عطاء الترجي.. ولماذا ؟: العناصر الشابة... الحوافز وأشياء أخرى حتى نلقي الضوء على الهزيمة الأخيرة للترجي الرياضي أمام منافس فاز عليه بثلاثية في الذهاب وثنائية في الاياب كان لابد من السؤال : هل يشهد الترجي مرحلة تراجع في هذه الفترة من حياته أم ان ما حدث مجرد كبوة فارس الكرة التونسية جراء عدة عوامل ليس أقلها البطالة التي عاشتها كرتنا على مستوى الاندية في المدة الاخيرة؟ «الشروق» سألت ثلاثة مدربين شبان فكانت أجوبتهم على النحو التالي : * المنذر كبير : صحيح هناك تراجع واضح لكن اعتقد ان هذا التراجع حصل أكثر على مستوى الأداء والأمر منطقي اذ ان كل جيل من اللاعبين يعطي ما عنده ثم يسجل تدنيا في المستوى وتلك سنّة الحياة. وأمام هذه الوضعية يتحتم خلق تحديات وحوافز جديدة لدى اللاعبين حتى يعود الفريق الى سالف قوته. وفي خصوص عدم استقرار الاطار الفني، فيعود الى سياسة النادي التي تربط مصير المدرب بالنتيجة التي يحققها في سباق البطولة الافريقية. * جلال القادري : صحيح هناك تراجع ويعود ذلك الى قلة تحمس اللاعبين وفقدان نكهة اللعب بعد السيطرة المتواصلة على البطولة الوطنية وهو عامل جعل اللاعبين يفقدون التركيز وهو ما ينعكس على مردودهم في المنافسات القارية والعربية، كما ان اقحام العناصر الشابة في التشكيلة لم يكن تدريجيا وهؤلاء يحتاجون الى بعض الوقت للتأقلم مع بقية زملائهم. * رؤوف المرزوقي : تراجع الترجي له أسباب عديدة اذكر من بينها تقدم بعض العناصر في السن (بدرة وثابت والمالكي...) اضافة الى غياب المنافسة في البطولة الوطنية وهذه العوامل جعلت الفريق يظهر بوجهه الحقيقي في المنافسات القارية والعربية. لكن لا اعتقد ان هذه العوامل ستجعل زملاء جوهر المناري يبتعدون عن منصة التتويج طويلا لأن قدرهم ان يلعبوا من أجل الألقاب.