في اجتماع الغرفة النقابية للموزعين والمستغلين السينمائيين: الموزعون وأصحاب القاعات يدعون الى حل المكتب التنفيذي تونس الشروق : دعا الحاضرون من الموزعين وأصحاب قاعات السينما صباح أمس في اجتماع بمقر اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالعاصمة، الى حل المكتب التنفيذي للغرفة النقابية للموزعين والمستغلين السينمائيين التي يرأسها السيد جيلاني قوبنطيني. ورغم أن اجتماع الغرفة كان مخصصا في الأصل وحسب برنامج العمل لبحث مشاكل قطاع الاستغلال والتوزيع السينمائي، لم تمر ساعة واحدة حتى انقلب النقاش واتجه الى لوم المكتب التنفيذي للغرفة الذي لم يقم بواجبه، وخصوصا تجاه أصحاب القاعات الذين لم يحصلوا على دعم من وزارة الثقافة لتأهيل قاعاتهم والخروج من الأزمة التي يمرّون بها نتيجة تفاقم ديونهم لدى الموزعين والدولة بالخصوص (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ووزارة المالية). 36 قاعة فقط في كامل الجمهورية وقبل حدوث المنعرج في برنامج العمل الذي كان ينتظره الحاضرون، افتتح نائب رئيس الغرفة، السيد محمد العربي، في ظل غياب الرئيس السيد جيلاني وبنطيني، الاجتماع متسائلا عن الثلاثة مليارات التي خصصتها الدولة لدعم قاعات السينما في العاصمة وداخل الجمهورية والتي يبلغ عددها 36 قاعة (11 قاعة في العاصمة و25 داخل الجمهورية). وأشار الى أن هناك قاعات حصلت على الدعم، وأخرى لم تحصل على مليم واحدا الى الآن. وأكد السيد علي صولة صاحب قاعة سيني جميل بالمنزه السادس مثلا، أنه لم يحصل على دعم، مثل بقية أصحاب القاعات الذين تمتعوا بمنح. كما أشار الى الأزمة الخانقة التي تعيشها قاعته بسبب غياب الجمهور وانعدام الايرادات، ودعا وزارة الثقافة الى ايجاد برنامج لتنشيط القاعات مثل بقية الوزارات.. وذكر على سبيل المثال البرنامج الذي وضعته وزارة السياحة، من أجل الدعاية للمنتوج السياحي التونسي والمتمثل في الومضات الاشهارية على الفضائية تونس 7. كما أشار الى البرنامج الذي وضعته وزارة الاقتصاد من أجل حث المستهلك التونسي على استهلاك المنتوج التونسي، وذلك عبر الومضات الاشهارية على قناة تونس 7 كذلك. ودعا المتحدث وزارة الثقافة الى النسج على هذا المنوال بإعداد ومضات اشهارية بالتنسيق مع مؤسسة الاذاعة والتلفزة من أجل حث التونسي على الذهاب الى السينما والمسرح وكل الفضاءات الثقافية التي تقدّم انتاجا ثقافيا. »الورثة السيئة« وفي تشريح أزمة القطاع، بيّن المتدخلون من أصحاب القاعات بالخصوص أن ما ينقصهم هو الدعاية التي يجب أن تكون في مقدمة اهتمام الموزعين والمستغلين. فالأفلام عروضها موجودة والقاعات كذلك، أما الجمهور فهو غائب وبالتالي يجب استقطابه. وهنا تدخل السيد أحمد بهاء الدين عطية مذكرا »بالارث القديم« أو »الورثة السيئة« التي خلفها بعض الموزعين وأصحاب القاعات بالخصوص عندما اغرقوا قاعات السينما بالأفلام التجارية الرديئة والهابطة.. وأوضح أن ذلك أثر بشكل سلبي على بعض القاعات التي رغم تحديثها ظلت في نظر الجمهور سيئة السمعة لا تشجع على الاقبال. وبيّن عطية أن الظرف في الوقت الحاضر أصبح ملائما للنهوض بالقطاع واستعادة الجمهور حتى يقبل على القاعات التي أصبحت بدورها حديثة وموفرة لكل ظروف الفرجة والمشاهدة. وأشار كذلك الى البادرة التي قام بها المركز الفرنسي للسينما والاتحاد الأوروبي من أجل إثراء برنامج قاعات السينما، والمتمثلة في منح نسخ الأفلام الفرنسية والمشتركة مجانا الى الموزعين وأصحاب القاعات.. وأوضح أن الموسم الجاري سيضم مثلا أفلاما فرنسية وأوروبية كثيرة ستعرض في نفس الوقت مع القاعات الأوروبية. حل المكتب وتمحور النقاش بالخصوص على امتداد فترة الاجتماع حول آداء المكتب التنفيذي للغرفة. ودعت الأغلبية الى مراجعة تركيبة المكتب وخصوصا أمام تغيب رئيس الغرفة. واقترح الحاضرون في الختام، تنظيم جلسة عامة في أقرب الآجال تقع خلالها حل المكتب التنفيذي وانتصاب مكتب جديد يضم الموزعين والمستغلّين بنفس النسبة. ويبقى السؤال المطروح في ظل كل ما قيل هو: هل تحلّ أزمة القطاع فعلا وهل يعود الوئام بين الموزعين وأصحاب القاعات الذين انقسموا الى كتلتين؟!