بينما تتأهب الولاياتالمتحدة للنفخ على بيوت الورق في العالم العربي لإحداث التغيير تتعالى أصوات قيادية شيئا فشيئا معلنة رفضها للتغيير المفروض من الخارج.. شيء جميل.. ولكن «صحّ النوم» فالوقت متأخر جدّا لاتخاذ هذا الموقف... لأن من قبل بفتح قواعده لطائرات الأمريكان وفتح حدوده ومجاله الجوي لغزو العراق قبل بالتغيير القادم من الخارج.. قبل مبدإ التدخل الاجنبي بل بمبدإ الاحتلال والحرق والتدمير وعليه أن يقبل بالحرب الفكرية واقتلاع الجذور... من فتح كثيرا ليعسر عليه أن يغلق قليلا... عام 91 قبل جل العرب بإجهاض الحل العربي وشاركوا في التحالف.. غزو العراق للكويت فتح باب جهنّم على مصراعيه على المنطقة وسرّع تنفيذ مشاريع كانت معدّة مسبقا ومرّة أخرى ساهم العرب في تأجيج النار... كانت ذريعة سلاح الدمار الشامل علكة يلوكها العرب وهم أول من يطالب العراق بنزع أسلحة لا يملكها أصلا... كان بالامكان ايقاف النزيف ولكن بروز أبطال ينظّرون بشجاعة للذل والاصطفاف خلف دعاة الحرب على العراق أفرغ العالم العربي من كل محتوى.. داء الرّعاش سرى في الكل.. وجلّهم يتصورون أن الخدمات التي أسدوها للمحتلين ستحميهم من الهزّات الارتدادية لزلزال العراق.. ونسوا أن الأمبراطورية ليس لها اصدقاء بل لها أساطيل.. واليوم تبدو جل الدول العربية في موقع الاتهام والمطلوب هو أن تنزع.. ولا تناقش. منطق القوة يخوّل للدولة التي تدعم اسرائيل وتحتل دولة عربية وتحبس الناس بلا محاكمة وتضيق على مواطنيهاباسم قانون الإرهاب أن تحاسب الانظمة العربية عن سلوكها السياسي والانساني.. ومرّة أخرى يأتي رد البعض متأخرا شكلا ومتخلّفا مضمونا.. اما الشكل فلقد ذكرناه وأما في المضمون فان جل الدول العربية مازالت تتردد في أخذ الثور من قرنيه.. بيدي لا بيد عمرو.. هناك استحقاقات لا تخفى على أحد والشعوب العربية رغم الأمية والفقر تحتاج الى وضع أفضل والاصلاح ممكن إذا توفرت الإرادة. ليس من المعقول أن يبقى العرب وحدهم في عزلة عما يحدث في العالم.. بأسره.. دول غنية بشعوب فقيرة.. والديمقراطية مازالت تشكل رعبا والحال أن المآسي مثل الانقلابات والحروب الأهلية لا تحل الا بالدول غير الديمقراطية بينما تنعم الدول الديمقراطية بالرخاء والاستقرار والسلم... عندما يكون الاصلاح إراديا فإننا نتحكم في النسق ولا نفقد هويتنا.. وإذا جاء من الخارج فإنه حتما سيحدث عاهات مستديمة... فلماذا يتلكأ البعض والخيار ملك أيديهم...