أمس كان يوما أحمر في العراق «الحر».. الديمقراطية «للعنكوش» والدم الى الركب.. المقاولون الجدد يبنون عراقا عرقيا.. وكلما بقرت عرقا سال الدم.. المقاولون الجدد يلهثون حول طريدتين.. الانتخابات الرئاسية و»استقرار» الاحتلال... غير أن المرجح أنهم سيدخلون اانتخابات بحرب أهلية تجثو على صدورهم.. قد يكون بن لادن في كمّ الساحر موثوقا يطلع يوم بداية الحملة يقدم للناخبين كما الديك في عيد الفصح ولكن هذا لن يشفع كثيرا... تجربة اعراق وبعد انكشاف الحقائق لا يمكن أن تعاد والقرن الذي سمّي أمريكيا بدأ بشكل خاطئ... تعطلت الآلة في المستنقع وأفلس بنك الكذب وتبين أن بلدا متخلفا مثل أفغانستان صعب المراس... فالحرب تدور في زمنين مختلفين واحد حربه بالأقمار الصناعية والآخر حربه بالدواب والكهوف.. أما العراق فالحكاية مغايرة.. هناك خليط لا يفهمه الا أهله والذي يدعي أنه يعلم كل شيء تبيّن أنه لا يعلم شيئا... فسعى الى المأزق برجليه وها هو يناور سيرا الى الخلف.. احتل دولة حديثة وقوانينها متقدّمة ليبدل الوضع بالارتداد الى الوراء تحت ضغط العمائم السوداء... كان هناك توازن غريب صنعته مئات السنين وكان هناك استقرار هش ولكنه دائم فاستبدلوه بحمام الدم.. بالتوحش والقتل الأعمى... كانت بغداد أكثر العواصم أمنا.. صارت اليوم حقل ألغام.. كانت بلد الرخاء وصارت اليوم غابة تسودها الذئاب ويجوع العراقي ويعرى.. العراق الذي كان يستقبل ستة ملايين من العملة العرب يهجره أبناؤه اليوم وهم بالملايين خارج الوطن.. ومع هذا مازال المقاولون الجدد يعرضون مشاريع جاهزة بمفاتيحها للراغبين في دخول الجنة الأمريكية.. فمن يريد دخول «الجهنّة» عليه أن ينزع لباسه... ويسلخ جلده ويحرق المراكب التي سافر على متنها من زمن الفاتحين الى زمن المقاولين... أمس كان يوما أحمر في العراق «الحر».. بشرى لرامسفيلد. أمس لم يُقتل أمريكي واحد... ولكن من يقتل العراقيين؟ من تُرى يشعل النار؟... من يتدفّأ على الجثث المحترقة ومن يبكي الضحايا؟