لم أكن لأتطرق لهذا الموضوع المتعلق باتحاد الكتّاب التونسيين. لولا ما لاحظته من محاولات تهميش لحقيقة الصراع واسبابه... خاصة بعد أن اخذ منعرجا لا يليق بمؤسسة في حجم اتحاد الكتّاب ولكن لأني احد الممضين عريضة عدم الموافقة على تأجيل مؤتمر الاتحاد... وهو موقف معبّر عن حرية الرأي والتعبير، أيهمني ابداء رأيي ولا يعني هذا الموافقة على ممارسات بعض الممضين في العريضة من الذين وصلوا لحد الاساءة للأدب والكتابة قبل اساءتهم لاعضاء الاتحاد... وكل ما نرجوه من الاصدقاء الذين يمارسون حقّهم في التعبير عن أرائهم وموقفهم لانقاذ ما يمكن انقاذه من هذه المؤسسة الوطنية العريقة. بأن لا يتجاوزوا حدود ممارسة هذا الحق بالطرق المشروعة والتي نريدها ان تكون في مستوى النخبة المثقفة والمستوعبة لرهانات الحاضر والمستقبل... بعيدا عن المظاهر التي تسيء لسمعة الكتابة والكتّاب. العريضة وكما سبق وذكرت هي لا تتعدّى حدود التعبير عن موقف تجاه تأجيل مؤتمر اتحاد الكتاب التونسيين... من أجل تجديد الهيئة في آجالها حتى يضخ دماجديدا وروحا اخرى في هذه المؤسسة الوطنية التي نحترمها جميعا رغم ما انتابها في السنوات الاخيرة من جمود... جعلها خارج المشهد الثقافي والابداعي في بلادنا. ففي الوقت الذي وصل فيه النور لاغلب مناطق الظل في بلادنا... لم تستطع هيئة اتحاد الكتاب ان تضيء اكثر من قاعة اجتماعاتها.. وحتى النور في قاعة الاجتماعات لم يطل الجميع... فالى متى ستبقى الندوات والامسيات التي ينضّمها الاتحاد على ندرتها حكرا على اسماء الهيئة المديرة مع احترامي لهم فهذا الوطن ومبدعيه اكبر من ان يختزل في تسعة اسماء او أقل. وآخر هذه الممارسات ما تم في فرع اريانة وهي ندوة اختتام السنة الوطنية للكتاب والتي ستقام يوم السبت 6 مارس هذه الندوة جاء برنامج مداخلاتها جاهزا وما على الفرع إلا تجميع المتلقّين ومن بينهم طبعا عناصر الهيئة المديرة للفرع... وكأننا مجرد خدم لدى (السادة) في الهيئة المديرة او منشطين مع احترامي لاصحاب هذه المهنة واصحاب الكفاءة في هذا المجال. قلت ان البرنامج جاء جاهزا موزّعة فيه الادوار والمداخلات الخمسة لعناصر الهيئة المديرة للاتحاد مع استثناء واحد... وهم الميداني بن صالح، عثمان بن طالب صلاح الدين حمايدي الطيب الفقيه احمد ومنذر العيفي... هذه العيّنة من طريقة تنظيم الندوات والامسيات الشعرية التي ينظمها الاتحاد ويوزّعها على بعض الفروع تحت غطاء لامركزية النشاط... جعلت من الاتحاد وهيئته مجرد مقاولات ثقافية ومصالح شخصية لا اكثر ولا أقل... ومن لا يخدم هذه المصالح يصبح عاقا وغير مرغوب فيه في التظاهرات التي تحتاج لاكثر من عدد عناصر الهيئة المديرة... وإذا كانت هذه الممارسات في التظاهرات الوطنية... فما بالكم بالتظاهرات الخارجية التي يتحول فيها الاتحاد لوكالة اسفار للمقرّبين من السيد الميداني بن صالح في الهيئة نفسها... ثم يقولون ان عمل الهيئة المديرة مجاني ولا يتقاضون عليه اجرا والحال أن دخل الفرد منهم من الندوات والأمسيات الشعرية دون حساب السفريات يتجاوز دخلي السنوي في مهنة اشتغل فيها نظام الاربعين ساعة في الاسبوع... يا ليت كل الكتّاب يشتغلون متطوعين بالمجان على طريقة هيئة اتحاد الكتّاب التونسيين. لا أقول من خلال هذه الاضاءة أن كل الممضين على العريضة هم من الغيورين على حقوق الكتاب في منظمتهم على الاقل كما لا اجزم بأن كل عناصر الهيئة المديرة للاتحاد همّها مصالحها الخاصة... لكن من الضروري ان أؤكّد ان ما وصل اليه حال هذه المنظمة التي يفترض ان تكون منارة ثقافية ورافدا اساسيا في ساحتنا الثقافة الوطنية... بما يخدم مصالح كل اعضائها وليس مصالح اعضاء يعدّون على اصابع اليد الواحد وهذا ما سننتظره في المؤتمر القادم... المهم أن تراجع الهيئة المديرة نفسها... وتقف وقفة صادقة مع ذاتها وتطرح على نفسها سؤالا: ماذا قدّمت لأعضائها؟ ويبقى أملنا في ان تستعيد الهيئة المديرة للاتحاد وعيها من أجل الحفاظ على هذه المنظمة... واعادتها لمكانها الطبيعي الذي يليق بما تجده من دعم... حتى تكون منارة من منارات ثقافتنا الوطنية والعربية... ولا فائدة في المزايدات والقاء الاتهامات فلا نبحث جميعا على أصل الداء ونعالج اخطاءنا... ليكون الاتحاد اتحادا... ويعمل على تجميع مبدعيه وليكن من يكون على رأس الاتحاد الميداني او سواه المهم ان يعمل وفق الاهداف التي بعث من أجلها اتحاد الكتاب التونسيين.