يختلط البكاء بالعويل في منزله، يلف الحزن والأسى قلوب حرفائه الذين تجمعوا أمام مقهاه المغلقة يحاول أغلبهم تكذيب الحقيقة : حقيقة هلاك «الحبيب» بعطنات سكين داخل مقهاه. «الشروق» كانت سباقة في نشر خبر الجريمة (عدد الأمس) وقد سعينا الى جمع المزيد من المعلومات فانتقلنا الى مكان الواقعة (المقهى) بالمدينة الجديدة والى منزل الهالك ببن عروس. ... الضحية كهل يبلغ من العمر 49 سنة متزوج وأب لثلاث فتيات وولد جميعهم يدرسون بمراحل مختلفة من التعليم. أمام المقهى المغلق في وجه الزبائن تجمع عدد من الحرفاء يخوضون في موضوع الجريمة وملابساتها، فاقتربنا منهم وسألنا بعض من حضروا الجريمة عن حقيقة ماحدث فاستجابوا ورووا تفاصيل الواقعة. توعّد بالانتقام يقول من تحدثنا اليهم ان «الضحية» رحمه الله رجل طيب عرف عنه مساعدته لكل من يقصده. وقد كان شديد الحرص على حسن ادارة مقهاه... ومنذ أيام قدم شاب في العقد الرابع من عمره الى المقهى واشتبك مع بعض الحرفاء قبل ان يتشاجر مع الضحية (الحبيب) فاضطر الى رفع شكوى لأعوان الامن بالمنطقة الذين سعوا الى البحث عنه. علم الشاب بأمر الشكوى واغتاظ كثيرا وتوعد صاحب المقهى بالانتقام. ومساء الواقعة قدم شقيق المفتش عنه الى المقهى وجلس في زاوية ثم بدأ يحتسي القهوة تلو الاخرى مناوشا في الاثناء الحرفاء والعمال ومهددا بالويل والثبور كل من اعترض سبيله. وفي حدود الساعة العاشرة غادر مكانه وتوجه الى قاعة جانبية كان يجلس فيها الضحية صحبة بعض الحرفاء ودون مقدمات بادر بسب وشتم صاحب المقهى ثم همّ بالاشتباك معه غير ان بعض الحاضرين تدخلوا لفض الخلاف، لكن الحريف تعنت وأصر على الانتقام وأشهر سكينا في وجه صاحب المقهى الذي استنجد بدوره بعصا للدفاع عن النفس... في هذه اللحظة بالذات دخل الشقيق الأصغر (المفتش عنه) الى المقهى شاهرا سكينا كبيرة الحجم واقترب من صاحب المقهى الذي كان يتصارع مع الشقيق الأكبر وسدد له ثلاث طعنات واحدة في البطن والثانية في الصدر والثالثة في الوجه.. فسقط الضحية يسارع الموت وغطت دماؤه النازفة بغزارة أرضية المقهى فيما غادر الشقيقان... في بيت الضحية حين بلغنا منزل الضحية الكائن ببن عروس وجدنا العائلة تستعد لموكب الدفن ورغم أجواء الحزن والألم والبكاء استقبلنا شقيق الضحية السيد محمد وأفادنا بما يعلمه. يقول : يتردد الشقيقان على المقهى وقد كان شقيقي (الحبيب) رحمه الله يحسن معاملتهما ويتغاضى عن تجاوزاتهما حتى نفد صبره وقدم شكوى في الغرض يوما واحدا قبل الواقعة. ويروي محمد تفاصيل الجريمة كما أتينا على ذكرها، مضيفا ان شقيقه قوي البنية وقد علم من عمال المقهى ان أحد الشقيقين (الاكبر 40 سنة تقريبا) طوق الضحية بذراعيه وفسح بذلك المجال للشقيق الاصغر (35 سنة تقريبا) ليرتكب الجريمة. علمت «الشروق» ان ابن الضحية صحبة أبناء الحي ساعدوا أعوان الأمن في القاء القبض على الجاني الذي كان يحتسي الخمر حذو مجمع عمارات قريب من مكان الواقعة (200 متر تقريبا) وذلك في حدود الساعة منتصف الليل. في حين تم القاء القبض على الشقيق الشريك في الساعات الاولى من صباح اليوم الموالي.