يحتفل الشعب العُماني هذه الايام بمرور 36عاما على تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم في عُمان، وقد تحققت في السلطنة نهضة شملت مختلف المجالات وغيّرت وجه البلد الذي لا يزال محافظا على تقاليده العريقة لكنه في المقابل يواكب تماما متغيرات العصر. وتعتبر الانجازات التي تحققت خلال مسيرة ال36 عاما في كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والثقافية شاهدا على الازدهار الذي بلغته السلطنة. ومنذ بدء مسيرة التنمية الشاملة عام 1970 واجهت عُمان مصاعب جمّة من أشدها تواضع الامكانيات، الا ان البلد تمكن بمجهودات أبنائه من مواجهة أغلب تلك المصاعب والتحديات بنجاح. وشهد الاقتصاد العماني تطورا مطردا خلال العقود الثلاثة الماضية في المجال الصناعي تم تعزيز البنية التحتية للصناعات التحويلية وتأسست مناطق صناعية مجهزة وتماشيا مع التطورات العالمية والاقليمية وتنفيذا لأهداف الرؤية المستقبلية (خطة تمتد الى سنة 2020) أصبحت الاستراتيجية الصناعية متركزة على الصناعات المعلوماتية الى جانب الصناعات الكبيرة المعتمدة على الغاز. وفي نفس الوقت يتم استغلال موارد طبيعية أخرى كالنفط والخامات المعدنية بينما تركّز الخطط الحكومية على ما بعد مرحلة النفط. وتسعى الدولة من خلال المشاريع الكبيرة في مجالي الصناعة والسياحة الى جلب استثمارات أجنبية ذات حجم كبير. وساهم النشاط التجاري بدوره في الارتقاء بالاقتصاد الوطني فقد ازدهرت حركة التجارة الداخلية في السلطنة، وفي الوقت نفسه ارتفعت قيمة المبادلات التجارية مع الخارج اذ تضاعف حجم الصادرات والواردات مع تحول نوعي في طبيعتها. ولأن السياحة هي ركن أساسي ورافد من روافد الاقتصاد، فقد حظي هذا القطاع باهتمام بالغ استجابة لتوجيهات السلطان قابوس وترجمة للرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني حتى عام 2020. وهناك تنوع سياحي في عمان التي يمكن للسائح ان يتمتع فيها بالشواطي المرجانية والغوص وكذلك بالجبال والصحارى. وفي عمان هناك مئات المعالم التي يمكن زيارتها، كما ان مناخ عمان المتنوع على مدار الفصول الاربعة ليشجع السائحين على زيارتها. وفي الجانب الاجتماعي تطورت ايضا البنية التحتية الصحية والتعليمية مما بوأ عمان مرتبة متقدمة في الخدمات الصحية والتعليم. ويمكن ملاحظة ان زيادة الرخاء الاقتصادي والاجتماعي في السلطنة يواكبه تعزيز لمبدإ المشاركة في ادارة شؤون الدولة، خاصة من خلال انتخابات اعضاء مجلس الشورى وكذلك من خلال جولات السلطان قابوس التي يلتقي فيها أفراد الشعب في كل المحافظات في اطار ممارسة الشورى وفقا للتقاليد العمانية. ومنذ سنوات تم الاعلان عن نظام أساسي تم في نطاقه استكمال بناء أسس الدولة العصرية وتطوير مؤسساتها التنفيذية والبرلمانية والقضائية بما يتلاءم مع طموحات الشعب العماني. وأصبحت سلطنة عمان تحظى بمكانة مرموقة اقليميا ودوليا بفضل سياستها الخارجية المتوازنة. ويشار الى ان العاصمة مسقط اختيرت عاصمة ثقافية عربية لسنة 2006 .