أسدل الستار مساء السبت الماضي على الدورة 21 لأيام قرطاج السينمائية بعد ماراطون سينمائي دام عشرة أيام... وعلى عكس حفل الافتتاح الذي اتسم بالفوضى وخلّف امتعاضا في صفوف أحباء الفن السابع فإن سهرة الاختتام عرفت إحكاما في التنظيم الدعوات ذهبت إلى أصحابها فغاب التدافع أمام القاعة والكل وجد مكانه داخلها. نجاح تنظيمي ليس هذا فحسب بل ما قام به المشرفون على التنظيم خارج القاعة من الفصل بين المداخل بالزهور ولا بالحواجز الحديدية كان ناجعا إلى أبعد حد هذا فضلا عن الجمالية التي أفضتها تلك الزهور على المدخل الرئيسي لقاعة الكوليزي. وعلى عكس هذا النجاح التنظيمي خارج وداخل القاعة، فإن عرض الاختتام كان دون المستوى مقارنة بعرض الافتتاح ويبدو أن الجماعة اختاروا الحل الأسهل وذهبوا بعيدا في التبسيط. إلى حد أن رئيس لجنة التحكيم كان يقرأ نتائج المسابقة من ورقة أقل ما يقال فيها انها لا تليق بمهرجان في عراقة أيام قرطاج السينمائية التي احتفلت هذا العام بالذكرى 40 لبعثها كان بالإمكان الإعلان عن النتائج بطريقة أخرى أكثر جمالية وأكثر تشويقا... قد يقول البعض أن هذه جزئية وهذا صحيح لكن الجزئيات هي التي تصنع الفارق بين التظاهرات والمهرجانات وهذه الجزئيات التي لا نعيرها انتباها هي التي صنعت مجد وشهرة مهرجانات عالمية مثل «كان» والبندقية وحتى القاهرة. دعوة وإذا كان موكب توزيع الجوائز لم يرتق إلى مستوى الحدث شكلا فإن مضمونه كان أفضل ونقصد تحديدا تقرير لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الذي لم يكتف بسرد مختلف الجوائز بل سجل مجموعة ملاحظات مهمة وضرورية لتطوير أيام قرطاج السينمائية ومن أهم هذه الملاحظات الدعوة إلى إعطاء الصفة القانونية للمهرجان وجعله مؤسسة قائمة الذات مع المحافظة على دعم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. هذه الدعوة مهمة جدا ومن شأنها أن تعطي نجاعة أكثر للمهرجان والحقيقة أن هذه المسألة لاتخص أيام قرطاج السينمائية فحسب بل تنسحب أيضا على عدة تظاهرات فنية معروفة وذات بعد ثقافي وفني عالمي مثل مهرجان قرطاج الدولي وأيام قرطاج المسرحية وغيرهما. فهل تتم تلبية هذه الدعوة؟ هذا ما نرجوه وبذلك تكون هذه الدورة قد حققت أحد الأهداف التي يطمح إلى تحقيقها السينمائيون.