قرب مدينة مراكش المغربية توجد مدينة قلعة السراغنة التي اختارها الانقليزي محمد حبيب لتكون مدينته الجديدة التي ينهل منها الدين الإسلامي وذلك بعد أن هداه الله إلى الإسلام. وقد جاء محمد إلى هذه المدينة الصغيرة منذ خمسة أشهر فقط، لكنه أصبح يتمتع بشهرة كبيرة ليس فقط لأنه أول مسلم انقليزي يقرر الاستقرار في هذه المدينة، بل لأنه أصبح متفرغا لحفظ القرآن الكريم، وأقصى حلمه أن يعود إلى بريطانيا حافظا القرآن الكريم حفظا شاملا. يقضي محمد جل أوقاته في حفظ القرآن الكريم والعبادة، ويعيش في دار الطلبة عيشة بسيطة راضية، وقد سبق له أن درس علوم الفقه في جامعة القرويين بفاس لثلاث سنوات، ويؤكد أستاذه الشريف محمد الرحالي بلبهلول مدير المدرسة القرآنية بأنه معجب جدا بهذا الطالب الذي لا يضيع وقته أبدا، ويستثمر كل جهوده في العلم والمعرفة. يقول محمد : الإسلام دين سمح وعظيم، وقد جرب والدي كل الديانات بما فيها البوذية ولم يجدا السعادة سوى في الإسلام، ومن ينعت الإسلام بالارهاب لا يعرف عن الإسلام شيئا. ان الحضارة الحقيقية تصنعها القيم الروحية والإنسانية العميقة التي منحها الدين، وليس المصالح التي تقتل القيم وتفرغ الحياة التي وهبها لنا الله من مغزاها العميق في الأخاء والتسامح والتضامن. محمد متخصص في الحسابات في بريطانيا وهو يحب مدينته نوريج ويعتز ببلده، ويعود إليها كل صيف لأنه لا يتحمل أشعة الشمس الحارة، لكنه مصر أن يستكمل دراسته الدينية ويأخذ شهادة تؤهله لأن يكون فقيها في علوم القرآن.