علمت «الشروق» أن المجلس الوطني لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين المجتمع أمس الأول الأحد أعلن بشكل رسمي أن المؤتمر التوحيدي للحركة سينعقد خلال صيف 2004 القادم على أن يتم تفويض تاريخ انعقاده للمكتب السياسي. اعلان المجلس الوطني عن هذا الموعد سيضع حدا بشكل فاصل للجدل الذي ظل قائما داخل الحركة بخصوص موعد انعقاد المؤتمر التوحيدي. ورغم أن المجلس الوطني وافق بأغلبية مطلقة على عقد المؤتمر التوحيدي للحركة خلال الصيف القادم إلا أن بعض الأصوات داخل المجلس طالبت بتأجيل عقد المؤتمر الى ما بعد الانتخابات القادمة والتي تقرر رسميا عقدها في شهر أكتوبر القادم. وبررت هذه الأصوات موقفها «بضيق الوقت» الذي قد يمنع عقد المؤتمر التوحيدي والمجلس الوطني للحركة قرر التمديد في أجل الحصول على بطاقات الانخراط إلى غاية موفى شهر أفريل القادم على أن تتم هيكلة الجامعات والفروع في أجل أقصاه نهاية شهر ماي القادم مع الأخذ في الاعتبار خصوصية كل جهة وكل هيكل. وبالرغم من القرارات التي اتخذها المجلس الوطني لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين والتي ستضع حدا لجدل كان قائما بخصوص الكثير من النقاط إلا أن النقاشات داخل المجلس الذي تواصلت أشغاله حوالي 9 ساعات كانت ساخنة وبلغت في بعض الأحيان درجة كبيرة من الحدة بين بعض الأعضاء (مثلما حصل بالنسبة الى عضوين من جامعة الحركة في القيروان). ووصف أعضاء من المجلس تدخل محمد علي خلف نائب الأمين العام للحركة بالتدخل الساخن وهو ما استوجب رد بعض الأعضاء عليه. واعتبر بعض الأعضاء في تدخلاتهم بأن المصالحة ولمّ الشمل قد أخذت الكثير من الوقت في حين أعلن اسماعيل بولحية الأمين العام للحركة في تدخله خلال الاجتماع عن تمسكه وتمسك الحركة بالمصالحة ولمّ الشمل. ولم تخف بعض المصادر داخل قاعة الاجتماع وجود بعض المبادرات الايجابية بخصوص «لمّ شمل» كل المجموعات. وتقول المصادر أن تلك المبادرات قد تكون موجهة أساسا الى مجموعة الطيب المحسني التي ظلت خارج مبادرة لمّ الشمل وظلت متمسكة بضرورة عقد المؤتمر التوحيدي بعد الموعد الانتخابي القادم المقرر لشهر أكتوبر من سنة 2004 . وعلمت «الشروق» أن مجموعة المحسني قد قررت تأجيل عقد مجلسها الوطني والذي كان سيعقد بالتوازي مع انعقاد المجلس الوطني بمقر الحركة بشارع جون جوراس بالعاصمة ويأتي هذا التأجيل بعد اللقاء الذي جمع ظهر يوم الجمعة الماضي كل من الطيب المحسني ومحمد مواعدة الأمين العام السابق للحركة والمقرر العام للجان ثم اللقاء الذي جمع مساء اليوم نفسه اسماعيل بولحية الأمين العام للحركة بالصحبي بودربالة أحد أبرز عناصر مجموعة الطيب المحسني وتقول المصادر أن هذه اللقاءات قد حملت مؤشرات عديدة بخصوص الوصول إلى تقريب وجهات النظر والوصول إلى مصالحة حقيقية تجنب الحركة شر الانقسامات التي عانت منها طويلا...