قال الدكتور مروان العباسي أستاذ الاقتصاد بالمعهد الأعلى للدراسات التجارية بقرطاج أن على المؤسسات التونسية تحسين أوضاعها وتحصين نفسها ضد المنافسة القادمة من توسع الاتحاد الأوروبي بانضمام 10 بلدان جديدة خلال شهر ماي المقبل إلى الجسم الاتحادي الذي يضم حاليا 15 دولة. ونصح الدكتور العباسي بتحسين التصدير وكذلك التوريد والاتجاه أكثر إلى التخصص مضيفا أن منطق كلفة الأجور المتدنية لم يعد ينفع القدرة التنافسية وأن الأهم في المرحلة القادمة يتمثل في مزيد تحسين مناخ الأعمال والتحكم في آجال تسليم الطلبيات. كما دعا الدكتور العباسي المؤسسات التونسية إلى الانتماء إلى شبكات توزيع قوية وإلى عقد شراكة استراتيجية مع مؤسسات أوروبا الشرقية والوسطى وتعميق الاستفادة من مسار الجوار ودعم الاصلاحات واعتماد نفس قواعد التسيير والعمل المعتمدة في الاتحاد الأوروبي للوصول إلى تنمية مشتركة مع أوروبا الموسعة. تخصص وللتأكيد على أهمية التخصص في الأنشطة الاقتصادية قال الدكتور العباسي أن بلدان أوروبا الشرقية والوسطى اختصت في صناعة السيارات وتركيبها وتحولت إلى قطب حتى ان كل علامة من علامات عالم السيارات ومكوناته أصبح يعد في كل قطر من هذه الأقطار بين مصنعين وثلاثة مصانع وأن هذه السوق تتحكم في 20 مليار أورو (ما يعادل 30 مليار دينار) منها 6 مليار أورو في تشيكيا و5.5 في بولونيا و2 في المجر وفي سلوفاكيا ومليار أورو في رومانيا. وحققت دول شرق ووسط أوروبا فائضا تجاريا هاما مع بلدان الاتحاد الأوروبي في مجال قطع الغيار وارتفع انتاجها من السيارات بنسبة 7 إذ انتجت 1.4 مليون سيارة من النوع المتوسط الصغير أو الشعبي بالعبارة التونسية. النسيج في خطر وفي ما يخص قطاع النسيج في أفق تفكيك الاتفاقيات المتعددة الألياف في بداية العام المقبل تحدث الخبير الفرنسي جون فرنسوا ليمانتور مشيرا الى توقع حدوث زلزال ستكون نتائجه وخيمة على عديد البلدان في العالم بعد الغاء نظام الحصص والاجراءات التفاضلية مقابل استفادة كبيرة للصين وبعض البلدان الآسيوية الأخرى مثل الهند وبنغلاديش. وأوضح الخبير أن حجم معاملات سوق النسيج الأوروبية تقدر بنحو 220 مليار أورو وأن 60 من احتياجاتها تأتي من خارج الاتحاد وان حصة تونس تعادل 6 وتأتي وراء الصين 19 وتركيا 15 ورومانيا 7 وقبل بنغلاديش 6 والمغرب والهند 5. وعرفت صادرات تونس النسيجية إلى الاتحاد الأوروبي خلال السنة الماضية ارتفاعا بنسبة 17 في حين أن صادرات رومانيا ارتفعت ب73 والصين ب46. وحسب التوقعات فإن تفكيك الاتفاقيات المتعددة الألياف سيكون في مصلحة بعض الدول الآسيوية وأساسا الصين والهند وفيتنام في ما ستشتد المنافسة بين بقية البلدان الآسيوية وتعرف البلدان المنتمية حديثا إلى الاتحاد الأوروبي صعوبات ويتراجع الانتاج الأوروبي ويخلف تسريحا هاما للعمال وغلقا لنسبة هامة من المؤسسات. وأشار الخبير الفرنسي إلى أن منافسي تونس في قطاع النسيج اعدوا استراتيجيات معمقة من ذلك ان تركيا دعمت اندماج صناعتها وطورت علاقتها مع شركات تجارة دولية برقم معاملات يفوق مليار دولار في حين أن المغرب أبرم اتفاقا مع الولاياتالمتحدة يقضي بدخول مواده النسيجية بلا أداءات ووفق حصص تفاضلية وهو ما جعل البلاد تستقطب بعض الشركات العملاقة الراغبة في دخول السوق الأمريكية اضافة الى أنها تستعد لابرام اتفاق مع تركيا يقضي باستعمال أقمشة تركيا وصنعها في المغرب لتدخل الى أوروبا بلا أداءات ديوانية. تحديان وقال الخبير الفرنسي أن تونس ستجد نفسها أمام تحديين أولهما مع البلدان الآسيوية وثانيهما مع البلدان الأورومتوسطية وهو ما يستدعي وضع استراتيجية هجومية ذات أربعة محاور وتهدف إلى تطور التنافسية الشاملة وتطوير العرض ومضاعفة جهود استكشاف الأسواق وتمويل التزويد بالأقشمة والمواد الأولية. وعبر الخبير الفرنسي عن تفاؤله بمستقبل النسيج التونسي وخاصة إذا تم النهوض وتطوير الفضاء الأورمتوسطي وتحسين تنافسيتها وبعض عوامل الانتاج الأخرى باعتبار أن عامل اليد العاملة الزهيدة لم يعد تنافسيا خاصة وأن الصين تدفع لعمالها أقل ب8 مرات ورومانيا أقل ب4 مرات.