تعهّدت فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني مؤخّرا بالبحث في قضية تتعلق بالسرقة باستعمال التسوّر تورط فيها شابان في العشرين من العمر... وأمام الباحث الابتدائي ذكر الشابان أنهما توليا فعلا اقتحام المنزل بعد أن تأكّدا من خلوّه من أهله وتمكنا من الحصول على بعض الأثاث والأدباش وحاولا نقلها إلى الخارج للاحتفاظ بها في مرحلة أولى ثم التفريط فيها بالبيع والانتفاع بثمنها في مرحلة ثانية... أمّا عن الواقعة كما جاء في ملفّ هذه القضية فإنّ المظنون فيهما وهما من ذوي السوابق العدلية في السرقة والنشل والعنف قد خامرتهما فكرة السرقة عندما لاحظا أن بعض الجيران غادروا منزلهم الكائن بالسبيخة لزيارة أقاربهم في مدينة القيروان واعترفا للمحقّقين أنهما تحصّلا على معلومات كافية ساعدتهما على تخطيط وتنفيذ عملية السرقة في أمان واطمئنان... وبتوفّر الظروف الملائمة تستّر المظنون فيهما بظلام الليل وتسوّرا السياج الخلفي واقتحما المنزل عبر الحديقة بعد أن خلعا الباب الرئيسي بآلة حادة واخذا بعض الأثاث والأدباش والتحف (ما قلّ وزنه وارتفع ثمنه) وكذلك بعض الأجهزة الالكترونية ووضعاها وسط أكياس ثمّ غادرا المنزل مخلفين بعثرة واضحة داخل الغرف في بقية الأدباش والأثاث وظنّا أنّ العملية تمت بنجاح... كشفهما الجار عند مغادرتهما لمكان الواقعة وهما يحملان المسروق كشفهما صدفة أحد الأجوار حيث شاهدهما يهرولان ويتبعان أزقّة مظلمة فتعرّف عليهما وتأكد أنهما قاما بسرقة منزل الجار الغائب... وبما أنه كان يعرف سوء سلوك هذين الشابين وبطشهما خاف من ردّ فعلهما إذ أعلم السلط الأمنية بما أنه الشاهد الوحيد عن عملية السرقة التي استهدفت منزل الجار. .. فخطرت بباله فكرة طريفة حيث استيقظ في الصباح الباكر وكتب على واجهة منزل الجار المسروق اسم ولقب الشابين اللّذين قاما بسرقة المنزل وذلك بخطّ كبير... المفاجأة وبعد أن قضت العائلة ليلةواحدة خارج المنزل عادت من الغد وبمجرّد الوصول لاحظت في البداية الكتابة على الجدار... وبدخول أفراد العائلة إلى المنزل تأكدوا من عملية السرقة بما أنّ الباب كان مخلوعا والأثاث مبعثرا إلى جانب اختفاء عديد الأشياء ووجود آثار أقدام في عديد المواقع... فاتصل رب الأسرة مباشرة بمركز الحرس الوطني بالسبيخة وقدّم شكاية في سرقة منزله.. ووجّه اتهامه للشابين المذكورين اللّذين اختفيا فتمّ فتح محضر في الغرض تكفّلت به فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بالقيروان التي تمكّنت بعد القيام بالمعاينة وجمع أوفر المعلومات حول الشابين من إيقافهما فاعترفا بالتهمة المنسوبة إليهما وبعد التحرير عليهما وقع إيداعهما بالسجن في انتظار إحالتهما على القضاء... كما تمّ إرجاع المسروق إلى صاحبه.