التحكيم في ميزان الحكم سليم المرواني: تحكيم ممتاز... الإقصاء في محله وضربة الجزاء شرعية كانت العوامل الرئيسية لنجاح الحكم متوفرة في الحكم الجزائري محمد بن نوزة. الحضور البدني : كان متميزا وجاهزا مما سمح له بالتواجد دائما قريبا من الكرة. الحضور الذهني : كان الحكم جاهزا نفسانيا وذهنيا مما جعله يتحكم في سير المقابلة. التفاهم مع مساعديه : لاح جليا كامل ردهات اللقاء ولم يتضارب الثالوث الجزائري في قراراته. أما فنيا فقد عرف الحكم كيف يدير اللقاء وكانت قراراته صائبة وأداؤه طيبا في الجملة. الإقصاء كان في محله فالاعب النيجيري تدخل من الخلف وهذا يساوي الإنذار الثاني. بسيكولوجيا كان الحكم جاهزا وعرف كيف يسيطر على اللاعبين منذ البداية بما أنه لم يتسامح وفي توزيع الإنذارات التي كانت في محلها وهذا ما جعله يمسك بزمام الأمور منذ البداية. ضربة الجزاء كانت شرعية مائة بالمائة فالزيتوني لم يتوجه نحو الحارس بل حاول الهروب عليه والحارس بحث عن عرقلته فكانت ضربة الجزاء والإنذار والدليل على صواب قرار الحكم أن المدافع النيجيري القريب من العملية لام الحارس على تدخله الغير شرعي على الزيتوني. في كلمة كان مردود الحكم طيبا في الجملة وصافرته كانت عادلة والدليل أن لا أحد ناقشه وتعيينه كان في محله. يمكن أن نمنح محمد بن نوزة 8.5 من 10. *** مردود اللاعبين في ميزان المدرب علي طراد جاسم الخلوفي : برهن أنه من طينة الكبار، تدخّلاته صائبة أنقذ مرماه من هدف محقّق في الدقيقة 24 من الشوط الأول على إثر مخالفة مباشرة من مسافة 22 مترا في الشوط الثاني عرف كيف يوجّه عناصر الدفاع بعدما ظهر بعض الارتباك خاصة على مستوى محور الدفاع مردوده في تحسّن دائم ومقنع ويمكننا الاطمئنان على مستقبل حراسة مرمى منتخبنا. (10/7.5). أنيس البوسعايدي : خلال الشوط الأول لم يظهر بمستواه المعهود خاصة من ناحية المعاضدة الهجومية قام بتدخل صائب وأنقذ الموقف في الدقيقة 34 من هذا الشوط. في الفترة الثانية تحرّك أكثر وعاضد زملاءه من الرواق الأيمن وقام بالتغطية الدفاعية في الوقت المناسب، يبقى هذا الشاب من ركائز الدفاع لمستقبل الكرة التونسية. (10/7.5). زياد البحايري : أصبح مردوده يتحسّن من مقابلة لأخرى عليه بالاعتماد على المحاصرة اللصيقة خاصة عندما يكون منافسه سريع التحرك ويحسن المرواغة. كان صاحب التمريرية الحاسمة لتسجيل هدف الاطمئنان والترشح (10/6.5). كريم حقي : لاح وكأنه غير منسجم مع زميله في محور الدفاع إذ كانت بعض تدخلاته خلال الشوط الأول غير صائبة وليست في محلها في الشوط الثاني تحسن مردوده وشلّ عديد الهجومات النيجيرية وخاصة على مستوى الكرات الفضائية التي كان سيد الموقف فيها كسب الخبرة اللازمة من خلال مباريات كأس إفريقيا للأمم ومازال المستقبل أمامه (10/7.5). سيف غزال : مردوده كان متوسطا لا غير ظهر عليه بعض الاضطراب في تدخّلاته وفي محاصرته لمنافسه ترك بعض المساحات للخصم لاح عليه بعض الثقل في تحركاته، في الشوط الثاني تصدّى للكرات الفضائية وقد ساعدته قامته في ذلك بإمكانه أن يقدّم أفضل ممّا قدمه (10/6.5) مجدي ترواي : كان على غير عادته، ثقيلا فوق الميدان لم يقم بالمساندة اللازمة لزملائه أهدر فرصة في الشوط الأول، في الشوط الثاني قدّم 15 دقيقة أحسن من الفترة الأولى ثم عاد لمستواه كان بإمكانه أن يقدّم أحسن من ذلك عليه بمراجعة حساباته حتى يكون من العناصر البارزة في المنتخب لأنه يملك طاقات هائلة لا بدّ من تفجيرها (10/6). وسام بن يحى قام بدوره وضغط على حامل الكرة، ساند زميله البحايري على الرواق الأيسر أنقذ هدف على خط المرمى في الشوط الأول، خلال الشوط الثاني أصبح مردوده أحسن وعاضد خطّي الوسط والهجوم عند الحاجّة، عليه بمزيد تحسين اندفاعه البدني مردوده قابل للتحسن في قادم المقابلات لأنه من العناصر التي يعوّل عليها الإطار الفني الوطني (10/6). خالد المولهي : مردود هذا الفتى أصبح غير منتظم بالرغم من الزاد الكروي الذي بحوزته قام ببعض المحاولات خلال الشوط الأول والتي لا تغني من جوع، في الشوط الثاني رجع إلى الخلف وأصبح يحتكر الكرة في وسط الميدان نجح في تنفيذ ضربة الجزاء عليه بمراجعة أموره النفسية لأنه يملك مخزونا كرويا هائلا يؤهله لأن يصبح صانع ألعاب من أعلى طراز وهذا ما نتمنّاه له (10/6.5). صابر الطرابلسي : قام ببعض المحاولات في الشوط الأول وكان بإمكانه افتتاح التسجيل عندما كان في موقع يحسد عليه لكنّه أضاع الفرصة، لم يستغل المساحات الشاغرة قام بإمداد كروي لزميله علي الزيتوني في الدقيقة 45 من الشوط الأول والذي نتج عنه حصولنا على ضربة الجزاء التي عدنا بها إلى حجرات الملابس بمعنويات مرتفعة في الشوط الثاني لم يستغل ضعف منافسه ولم يحسن استغلال المساحات كما يجب. احتكر الكرة في بعض المناسبات وكان عليه تزويد زملائه بالكرات التي احتكرها (10/6). عصام جمعة : هذا الشاب قدّم شوطا أول في المستوى تحرّك كثيرا وأقلق عناصر الدفاع النيجيري مما دفع بعضهم إلى استعمال العنف ضده لكنه لم يحسن التمرير لزملائه كما يجب في الشوط الثاني غير مركزه وقام بمجهود إضافي وضغط على حامل الكرة ولو وجد من يسانده في الوقت المناسب لتمكن من التسجيل مردود مقنع ومحترم (10/7). علي الزيتوني : تحرك كثيرا أقلق دفاع الخصم أراد أن يسجل فكان له ما أراد أداء طيب خلال الشوط الأول أداء رائع في الشوط الثاني اختتمه بهدف رائع من الناحية الفنية في أواخر الشوط الثاني كان عليه التمرير لزميله قمامدية عوض المراوغة على كلّ كان الأفضل فوق الميدان بدنيا ونفسانيا (10/8). هيكل قمامدية : هذا اللاعب يبقى الورقة الرابحة للإطار الفني فكلّما احتاجه إلا وجد فيه ظالته يغيّر مجرى اللعب في الجهة اليمنى التي تحرك كثيرا بفضل تسرباته ومراوغاته وتزويد زملائه بكرات ثمينة، عنصر بارز في المنتخب (10/6). بسّام بن نصر : يمكن لهذا اللاعب أن يكون صانع ألعاب من طراز كبير لو يحسّن من أدائه ويحسن افتكاك الكرة، عنصر لامع وله مستقبل باسم (10/6). كمال زعيم : عوض زميله تراوي لغلق المنافذ أمام المهاجمين النيجيريين وقام بدور التغطية الميدانية ونجح في ذلك خلال الفترة التي شارك فيها (10/6). *** تحت المجهر: * بقلم الدكتور كمال بوغزالة الحضور الذهني والتكتيكي رجحا كفتنا لعب العاملان التكتيكي والنفساني دورا أساسيا في المباراة فأبناؤنا كانوا جاهزين نفسانيا ولاحت اللحمة الكبيرة في صفوف المجموعة اذ كان الجميع صفا واحدا، اما تكتيكيا فقد عرف الاطار الفني كيف يوقف المنافس. اعتمد المدرب خميس العبيدي طريقة (442) التي كانت تتحول الى (451) يترك الزيتوني فقط كرأس حربة في بعض الاحيان والى (4321) خاصة في الشوط الثاني. أما بالنسبة للمنافس فقد اعتمد طريقته المعروفة والتي يعتمدها خارج ميدانه وهي (442). ولقد لاح جليا ان الممرن العبيدي أعطى التعليمات الى اللاعبين لمنع ظهيري المنتخب النيجيري من التوغل ودعم الهجوم، كما ان لاعبينا لم يتركوا مساحات شاغرة للمنافس الذي يملك لاعبين اقوياء تمت مراقبتهم خاصة عند الاقتراب من مناطقنا وهما صانع الالعاب رقم 10 والمهاجم الخطير (رقم 12). في بعض فترات المباراة أغلق لاعبونا المنافذ في وسط الميدان وتواجدوا في هذه المنطقة بكثافة، طبعا في مثل هذه المقابلات لا تهم جمالية اللعب بقدر ما تهم النتيجة فنحن كنا مطالبين بالفوز والتأهل ولا تهم طريقة تحقيق غايتنا. اقصاء اللاعب النيجيري (رقم 11) سهل مهمتنا وخفف العبء على ابنائنا ثم كانت ضربة الجزاء في وقتها وقد تحصل عليها الزيتوني بفضل دهائه وخبرته لما دفع الحارس الى ارتكاب الخطأ. ورغم النقص العددي بقي المنتخب النيجيري يحاول التسجيل وحاول خلق الخطر امام مرمانا لكن دفاعنا عرف كيف يلتف ويحافظ على التفوق قبل ان يوجهوا الضربة القاضية للمنافس بهدف ممتاز من علي الزيتوني الذي كان في يومه. المهم ان الفوز تحقق ولا تهم جمالية اللعب ولا الطريقة. ترشحنا كان عن جدارة ولا أدل على ذلك أننا المنتخب الوحيد الذي لم يعرف طعم الهزيمة خلال كامل مراحل التصفيات.