قرّر الشاعر عبد السلام لصيلع التوقّف للتأمّل واعادة النظر في التجربة الشعرية التي جمعته بسلوى الفندري. في هذا الحوار يتحدث عن الاسباب التي دفعته الى هذا القرار. * من خلال الحوار الذي اجراه معك آدم فتحي مؤخرا في حصته الاذاعية «زورق لعبور الليل» فهمنا كأنك بدأت تتخلّى عن فكرة الثنائي، ما السبب في هذا؟ فكرة الثنائي الشعري الذي انطلقت فيه يوم 10 جويلية 2003 مع سلوى الفندري هي فكرة جديدة على الشعر العربي، ظهرت لاول مرّة من تونس وقد انجزناها بواسطة 32 أمسية شعرية في مدّة تعتبر قصيرة في مناطق كثيرة من شمال البلاد الى جنوبها، ومن جنوبها الى شمالها. وقد توّجت هذه الامسيات باصدار شريط شعري و»سيدي»... وهذا في حدّ ذاته انجاز واضافة للحركة الشعرية التونسية والعربية. ورغم ذلك فإن التجربة مازالت في بدايتها... لكن لتأمين نجاحها وحمايتها لابد من وقفة تأمل لتقييم وتقويم ما حققته هذه التجربة ومعرفة ايجابياتها وسلبياتها عن طريق عملية نقد ذاتي لتطوير التجربة حتى لا تسقط في الاجترار والملل والروتين والرتابة. ووقفة التأمّل والمراجعة هذه، شخصيا لا اعرف كم ستستغرق مدّتها... وبعد ذلك سيكون قراري النهائي. فأما في عدّة خيارات هي الان تحت التفكير. * كأنك تلمّح الى الخروج من الدائرة الضيقة المحلية الى الدائرة العربية، فهل تنوي اقتحام المشهد الثقافي العربي بمفردك ام بابتكار ثنائي ايضا؟ أنت تعرف اني فرضت نفسي والحمد لله منذ سنوات طويلة في المشهد الثقافي العربي في الدائرة العربية بمفردي عندما كانت فضاءات النشر قليلة وصعبة وعندما كانت الظروف قاسية، وعندما كان الادب ادبا والشعر شعرا، وعندما كان النقد نقدا.... اعتمادا على امكانياتي الخاصة وبكفاحي المتواصل عبر الكلمة النظيفة والحرف الشجاع، أي منذ بداية السبعينات اقتحمت قصيدتي المقاتلة الدائرة العربية من المحيط الى الخليج. أما عن ابتكار ثنائي شعري عربي، فهذا اختيار من الاختيارات التي اشرت اليها، والتي انا بصدد دراستها في وقفة التأمّل التي أقوم بها حاليا. * بعد أن جرّبت فكرة الحضور الفردي ثم الثنائي ثم تجربة شريط الكاسيت، هل تفكّر في خطّة اخرى للحضور في المشهد الثقافي المحلّي والعربي بشكل مختلف؟ الحمد لله، أنا بنصّي دائم الحضور، محليا وعربيا، والتجاوب الجماهيري مع نصّي دليل على ذلك. في جميع الامسيات الشعرية التي أقرأ فيها قصائدي النضالية الملتزمة ألمس هذا التجاوب القوي واستمد القوّة والدعم والمساندة من هذه الجماهير العزيزة والصادقة... ففي الامسية الشعرية الرائعة التي قرأت فيها عددا من قصائدي الملتزمة في الندوة العربية حول الانسان والمحيط بالمزّونة مساء يوم 12 مارس الماضي امام جمهور عظيم كان بالمئات جلوسا ووقوفا وخارج القاعة الكبرى لدار الثقافة اقتنعت اكثر بأنه ليس هناك افضل من تطوير قصيدتي الملتزمة التي تحظى بدعم جماهيري كبير والتي يستمع اليها الناس بحب وحماس، ولابد من المحافظة على محبّة هذه الجماهير الطيّبة والاصيلة والعظيمة. أما بخصوص هل أفكّر في خطّة اخرى للحضور في المشهد الثقافي المحلي والعربي بشكل مختلف، فهذا متروك للمستقبل... وان الحديث عن هذا الموضوع الان سابق لاوانه.