نستعرض معا من خلال هذا العدد الجديد من ركن العيادة النفسية حالات نفسية وسلوكية جديدة وردت علينا من قبل بعض القراء. هذه الحالات يتولى شرحها وتقديم حلول لها الاستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي. الحالة الاولى أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة مستوى جامعي أنتمي الى عائلة مشتتة، أب سكير غير مسؤول ينفق جميع أمواله على الملذات الشخصية أم غير مثقفة لم تقدر على إصلاحه رغم المحاولات العديدة. أنا حائرة ولا أعرف كيف أتصرف حيال هذه الوضعية فقد وصل بي الامر الى التفكير في الانتحار، أنصحني سيدي كيف أتصرف لتفادي الوقوع في الخطإ. فاطمة العمران الرد الأول أنت فتاة مثقفة ومؤمنة بالله، فبفضل إمكاناتك الذهنية ومستواك الثقافي انت قادرة على إيجاد الحلول الناجعة لتغيير مسار هذه العائلة ووضعها على الطريق الصحيح. حاولي فهم وتحليل نفسية والدك وذلك من خلال اعتمادك لأسلوب الحوار المثمر والعقلاني بعيدا عن الانفعالية والتهور. ثم ضعي خطة إصلاحية محكمة لتعديل بعض السلوكات المنحرفة وذلك من خلال ادخال بعض التغييرات والتحويرات على المستوى العلائقي بين افراد العائلة. كما أن التخلي عن بعض العادات والتقاليد الروتينية الخانقة وإبدالها بأخرى مفعمة بالانشراح لها جدوى وانعكاس ايجابي جدا على جميع المستويات في إطار الحياة العائلية. الحالة الثانية ابني عمره 12 سنة يدرس بالسنة السابعة أساسي نتائجه المدرسية هزيلة وذلك بسبب كسله المفرط حسب شهادة أساتذته فهو لا يهتم بدراسته ولكن يمضي معظم أوقاته في الرسم، فهو مولع بالرسم ولعا كبيرا، حاولنا اقناعه بضرورة الدراسة لكنه لم يقتنع. صابر المهدية الرد (2) إن عدم إلمامكم واهتمامكم بمشاغل ابنكم المراهق يعتبر عاملا من العوامل الاساسية في الاخفاق المدرسي وتدني النتائج الدراسية، ومن هذا المنطلق يعتبر الحوار والتواصل المثمر بين الاجيال الحل الانسب لتخطي العقبات والازمات وتكوين جيل متناعم ومتوازن نفسيا وعاطفيا. فعدم اكتراث ابنك بالدراسة التي تهمكم في المقام الاول هو رد فعل لا شعوري لعدم اكتراثكم واهتمامكم به والاعتراف بحقه في ممارسة هوايته المفضلة، ألا وهي الرسم. ولوضع الامور في نصابها واصلاح هذا الخطأ، يجب أن تعطوا أهمية لهذه الملكة المكتسبة لدى طفلكم وتطويرها وذلك بترسيمه بأحد النوادي الثقافية التي تهتم بالرسم وذلك بغية إيجاد توازنه النفسي واستعادة رغبته في الدراسة بعد أن يكون قد وجد متنفسا ومساحة لممارسة هوايته المفضلة.