كشفت تقارير صحفية ومصادر مريية أن سلطة الاحتلال المريي في العراق تسمح لأفراد شركات الأمن الخاصة العاملة في العراق بإطلاق النار على المدنيين العراقيين وملاحقة رجال المقاومة العراقيين بهدف اغتيالهم، وأشارت هذه التقارير إلى أن المرييين الأربعة القتلى الذين مثل بجثثهم يوم الحادي والثلاثين من شهر مارس الماضي، هم من رجال القوات المريية الخاصة ووكالة المخابرات المركزية المريية (سي آي إيه) الذين يعملون في شركة الأمن المريية الخاصة المعروفة باسم ««بلاك ووتر» سيكيوريتي كونسلتينغ»، وتمتلك هذه الشركة طائرات عمودية وأفراد كوماندوز مزودين بالذخيرة والأسلحة الرشاشة. وكشفت المصادر المريية وجود الآلاف من هؤلاء الأفراد الأمنيين المرتزقة المسلحين يعملون في العراق في مهمات واسعة متعددة الأغراض ويتبادلون النار مع العراقيين يوميا، وذلك طبقا لتقارير تلك الشركات عقب كل اشتباك مع العراقيين. ومعظم أفراد الكوماندوز في شركة بلاكووتر التي تفخر بقدرة أفرادها، هم من أفراد سابقين في القوات المريية الخاصة ورجال السي أي إيه، ولها عقود لتوفير الأمن لسلطة الاحتلال المريي ورئيسها بول بريمر، والشخصيات المريية المهمة التي تزور العراق. ومن بين أبرز المواقع التي يعمل فيها كوماندوز الشركة منطقة النجف ومنطقة ما يعرف «المثلث السني» التي تمثل قلب المقاومة العراقية. وقد أثار انكشاف دور شركات الأمن المريية الخاصة في أعقاب نشر وسائل الإعلام المريية الرئيسية صور جثث كوماندوز بلاكووتر الأربعة، عددا كبيرا من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين الذي طالبوا في رسالة وجهوها يوم الخميس الماضي إلى وزير الدفاع المريي دونالد رامسفيلد، بتوضيح مهمة ودور رجال شركات الأمن المريية الخاصة في العراق. ومن بين الموقعين على الرسالة زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ توم داشل، والعضوين البارزين إدوارد كنيدي وهيلاري كلينتون. وأعرب هؤلاء عن مخاوفهم إزاء ما أسموه «الجيوش الخاصة التي تنشط خارج سيطرة السلطة الحكومية» المريية. وقالت الرسالة أن مقتل الأربعة العاملين بموجب عقود في الفلوجة «أثارت الصدمة وكشفت الدور المتنامي الذي يلعبه العملاء الأمنيون المتعاقدون في العراق» الذين أشارت الرسالة إلى أنهم من القوات الخاصة المريية الذين لا يخضعون للرقابة العسكرية المريية ولا لقواعد الجيش المريي، وأنه «سيكون من الخطر لو سمحت الولاياتالمتحدة بوجود جيوش خاصة تنشط خارج سلطة الحكومة ولا تخضع لمن يعوضون عنها.» وأكدت الرسالة أن جيوش المرتزقة المرييين هذه «في إطار الوضع الخاص في العراق سيسهم في تغذية مشاعر العداء لدى العراقيين». ويقول خبراء مرييون أن شركات المرتزقة المرييين تعمد في تنفيذ عملياتها السرية الخاصة لاغتيال رجال المقاومة العراقيين وأعضاء حزب البعث، على عملاء عراقيين، وتتلقى مشورات ونصائح من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وتستند أيضا في عملياتها على خبرات ال سي آي إيه في إطار برنامج «فونيكس» الذي كانت تنفذه في فيتنام، كما تنفذه القوات الخاصة الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة ويقوم على تكتيك «الحصار والملاحقة» وفق قوائم مطلوبين يحملها أفراد القوات الخاصة. وتتخذ شركة بلاكووتر مقرها في مدينة مويوك بولاية نورث كارلوينا المريية، ومعظم موظفيها من الأفراد السابقين في قوات «دلتا سيل» الخاصة التابعة للبحرية المريية والقوات الخاصة المريية، ولها 450 موظفا في العراق. وقد تقدمت الشركة بطلب لاحتلال قاعدة جوية عراقية سابقة لطائرات الميغ قرب بغداد كقاعدة لتدريب قوات الأمن والجيش العراقي الجديد على مقاومة رجال المقاومة العراقية.