ذكرت مصادر أمريكية أن الاتهامات التي وجهها يوم الاثنين قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جون أبا زيد بتحميل سوريا وإيران مسؤولية جزئية عن عمليات المقاومة العراقية بدعوى ما أسماه بتدفق المقاتلين الأجانب عبر حدودهما، تأتي في سياق تبرير فشل قوات الاحتلال الأمريكي في احتواء الموقف في العراق وقالت هذه المصادر أن سوريا التي تهددها الحكومة المريية بفرض عقوبات إضافية قدمت في الآونة الأخيرة عروضا للتعاون مع الولاياتالمتحدة حول الأمن على الحدود السورية-العراقية. وأوضحت هذه المصادر أن السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى اتصل خلال الأشهر الأربعة الماضية بمسؤولين كبارا بوزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون) المرييتين عارضا مشاركة الولاياتالمتحدة بمعلومات استخبارية حول قضايا الحدود والقيام بدوريات حدودية مشتركة. غير أن السفير السوري لم يتلق ردا بهذا الشأن، فيما اعتبر تجاهلا مقصودا من حكومة الرئيس بوش. وذكر خبراء مرييون أن المسؤولين المرييين رفضوا أيضا طلب سوريا لفحص ما تزعم واشنطن أنه وثائق مصادرة تشير ضمنا إلى أن سوريا تدعم رجال المقاومة في العراق. وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في الأول من شهر افريل الجاري أن أقل من 150 شخصا من مجموع 12 ألف معتقل لدى سلطات الاحتلال المريي في العراق هم من الأجانب. ويرى مدافعون عن الموقف السوري في أوساط الحكومة المريية أن من الصعب على سوريا بمفردها مراقبة حدودها الطويلة مع العراق بصورة أكثر فعالية بدون التعاون والمساعدة المريية. وأشار هؤلاء المسؤولين إلى أن قيادة مشاة البحرية المريية (المارينز) في العراق نشرت مؤخرا قوة في منطقة القائم في شمال غرب العراق قرب الحدود السورية لوقف تسلل المتطوعين العرب والمسلمين، وأقامت هذه القوة علاقة جيدة مع حرس الحدود السوريين في تلك المنطقة. ويقول مسؤولون سوريون أن الحكومة المريية تبالغ في التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب في العراق لأن قيادة قوات الاحتلال المريي تفضل عدم الاعتراف بالمقاومة العراقية المحلية ضد الاحتلال. وقال السفير السوري لدى واشنطن «إن الشيء الوحيد الذي أريد أن أراه هو استعادة العراق لسيادته، وأن من مصلحتنا أن نرى العنف يختفي في كل أنحاء المنطقة.»