أثبتت احدى الدراسات الخاصة بالاستهلاك أن نفقات ومصاريف التونسي الخاصة باستهلاك اللحوم قد تصاعدت وارتفعت رغم أن الدراسة نفسها أكدت ان مصاريف التغذية من ميزانية العائلة التونسية قد تقلصت من 50% سنة 1968 الى 38% سنة 1995 والواقع ان استهلاك اللحم وأسعاره في أسواقنا يدعو الى أكثر من سؤال ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن توفر القطيع وتوفر المراعي لازال سعر الكلغ الواحد يفوق أجرة يوم عمل لأجير ولازال «الجزارون» يعلنون بمناسبة او بدونها بيعهم اللحم بالخسارة مما يجعلنا نسأل من الرابح الحقيقي في سوق اللحم... لكن الحقيقة التي نعرفها ان التونسي قد يكون من أكبر مستهلكي اللحم «المشوي» في العالم مادام الجميع عاجزا عن احصاء آلاف محلات الشواء المنتصبة على طول طرقاتنا على امتداد كل البلاد والتي تتولى في كل يوم ذبح قطعاننا من الاغنام دون رقيب اداري او صحي ثم نأتي لنتحدث عن أزمة في لحوم الخرفان وعن نية في توريدها «مذبوحة»...