توفقت فرقة الشرطة العدلية ببن عروس في الكشف عن كهل يبلغ من العمر 59 سنة للاشتباه في تعمده تخدير راعيين والاستحواذ على قطيعيهما. وقد اعتمد في المرتين على اسلوب واحد تمثل في كسب مودة المستهدف قبل الايقاع به.تأمل الكهل (المشبوه فيه) رجلا يرعى اغنامه بجهة رادس... فدنا منه وسلّم سلام الحاذق الرصين، فرد الراعي على التحية بأحسن منها وسأل القادم حاجته... فأخرج الكهل إناء فارغا وقال ان حفيدته الصغيرة مصابة بمرض «الحصبة» وقد علم ان حليب الماعز يساعدها على الشفاء وبالتالي فهو يأمل في الحصول على القليل منه والله لا يضيع اجر المحسنين.. لم يتردد الراعي وقام بحلب احدى معزاته وملأ الإناء، فشكر له الرجل طيبته وغادر المكان فيما تابع المحسن رعيه وقد بدت عليه علامات الرضا عن النفس.مخدر في كوب «كريمة»..غاب الكهل يومين، ثم اقبل على الراعي ثانية وسلّم كعادته بحرارة وقدّم له كوبا من «الكريمة» مفيدا ان الفتاة الصغيرة تماثلت للشفاء وقد اصرّت ووالدتها على ارسال هذه الهدية المتواضعة اليه... فقبل الراعي الهدية وتناول الكوب وبدأ في تناول الكريمة فيما مكث القادم يراقبه الى ان اتى على ما فيه... وما كاد الرجل ينتهي من الأكل حتى ارتخت جفونه ودخل في سبات عميق.. تأكد الكهل من نوم الراعي فاعطى الاشارة الى مساعديه الذين سارعوا بالقدوم وقاموا بشحن القطيع وغابوا جميعا عن الانظار فيما مكث الرجل نائما في مكانه الى ان استفاق بعد عدة ساعات وقد تبيّن ان قطيعه اختفى فتحامل على نفسه وتحوّل الى اقرب مركز للامن حيث روى اطوار مأساته.... وكأس شايألف راع آخر بجهة بن عروس كهلا بات يزوره من حين الى آخر وهو يرعى قطيعه فيتجاذان اطراف الحديث ويقضيان بعض الوقت وقد اعتاد الزائر ان يجلب معه شايا او قهوة يتناولانها معا... وذات يوم قدم الكهل وسلّم وجلس الى جوار صاحبه وخاضا في شتى المواضيع، وفي الاثناء سلّم القادم كوب الشاب الى الراعي فشربه دون ان يخامره ادنى شك في محتواه لأنه اعتاد على ذلك غير انه هذه المرة دخل في سبات عميق استغله الكهل لتحميل القطيع في شاحنة مستعينا بمساعديه ولم ينس هذه المرة تفتيش الضحية الذي وجد بحوزته مبلغ 790 دينارا سطا عليها ثم غادر المكان.. أفاق الراعي من غيبوبته وتفطن الى فقدان القطيع وتحسس جيوبه فلم يجد امواله فتوجه نحو اقرب مركز امني بجهة بن عروس حيث روى على مسامع الاعوان تفاصيل الواقعة.. ربط المحققون بين الواقعتين واستطاعوا من خلال الاوصاف حصر الشبهة في كهل من ذوي السوابق العدلية وتمكنوا من القاء القبض عليه وقاموا بعرضه على المتضررين فتعرفا عليه. وقد اعترف المظنون فيه بارتكابه الجريمتين وافاد انه فرّط بالبيع في القطيعين. فتمت احالته على العدالة لمقاضاته.