البطولة العربية التي تحمل الآن اسم «دوري أبطال العرب» كانت من البداية مجرد فكرة ثم تطورت واصبحت بطولة الاندية البطلة وبطولة الأندية الفائزة بالكؤوس وكان الاتحاد العربي في كل مرة يسعى الى تطوير هذه المسابقة ولكن وبعد ان اصبحت بطولة قائمة الذات تمتد على كامل الموسم وتدور ذهابا وايابا بين الأندية وتمر عبر المراحل العادية لكل دورة أي من الدور الاول الى النهائي عرفت العديدمن الصعوبات والعراقيل واصبحت في حاجة الى إعادة النظر وإعادة الهيكلة. الاتحاد الربي سعى في بداية الموسم الرياضي الحالي الى ترغيب الاندية في الاقبال على هذه المسابقة وذلك بتوفير الامتيازات المالية الخيالية التي لا يمكن ان يوفرها اي اتحاد قاري او دولي وتتمثل الاغراءات في مجانية التنقل في كل مراحل المسابقة ومجانية الاقامة ومبالغ مالية لكل المشاركين وليست للفائز فقط، وكانت هذه الاغراءات المالية تطمح الى «انتزاع» الاندية العربية من المسابقات القارية (عرب افريقيا من المسابقات الافريقية وعرب آسيا من المسابقات الاسياوية) ولكن فشلت هذه المحاولات لان الاندية كانت تخشى ان تتعرض الى عقوبات الاتحادات القارية ولم تكن ضامنة لاستمرار المسابقة العربية. اضطراب الرزنامة المحلية ولأن امتيازات دوري أبطال العرب كانت مغرية فضلت الاندية العربية (افريقيا وآسيا) ان تشارك في كل المسابقات معا وهو ما نتج عنه اضطرابات كثيرة في الرزنامة المحلية وسعت بعض الاتحادات المحلية التي تفطنت الى صعوبة التوفيق ان تفرض على الاندية الاختيار بين المشاركة قاريا او اقليميا لكنها فشلت في فرض ذلك على الاندية وفي تونس مثلا قرر المجلس الفدرالي الأخير مبدأ الاختيار لكن الأندية فرضت من جهتها المشاركة المزدوجة وشارك الترجي والنجم في المسابقتين معا (وهو مخالف للقانون الداخلي للجامعة) وكانت النتيجة ان انسحبا معا من المسابقة العربية، وهذا لا يخص الاندية التونسية فقط بل كل الاندية العربية الكبرى مثل الزمالك والأهلي المصريين وغيرهما. أما النتيجة الثانية وهي الأسوأ... فقد تمثلت في ادخال اضطرابات على المسابقات المحلية حيث تضاربت مواعيد الاندية العربية مع مواعيد المنتخبات الاولى والاولمبية وهو ما اضطر بعض الاندية الى الانسحاب (الأهلي المصري) والاخرى الى المشاركة بالاحتياطيين (أهلي جدة) وكان التداخل في المواعيد مضرا بالرزنامة الى أبعد الحدود والتي اثرت سلبيا على المسابقات المحلية المضطربة بطبيعتها ووجد اللاعب نفسه يشارك في عديد المسابقات في نفس الوقت ولو أخذنا لاعبا ينشط في أهلي جدة مثلا لوجدنا انه يشارك في نفس الموسم في بطولة وكأس السعودية وكأس آسيا للأندية ودوري ابطال العرب وكأس الخليج (خليجي 16 دار منذ أشهر) وتصفيات كأس العالم الخاصة بمنطقة آسيا وتصفيات الألعاب الاولمبية لان اللاعب بامكانه ان ينشط مع المنتخبين الاول والاولمبي. تصادم بين المنتخبات والأندية النتيجة الحتمية التي كان لابد منها هي ان التصادم قد حصل بين المنتخبات والاندية لان الاتحاد العربي لم يجد متسعا من الوقت لبرمجة اللقاءات العربية في ظل اكتظاظ الرزنامة المحلية وأصبحت الاندية تنشط بالتوازي مع المنتخبات لذلك تمسكت هذه الأخيرة باللاعبين الدوليين وهو ما حصل فعلا في مصر عندما تمسك تارديلي بلاعبي الاهلي الدوليين فانسحب الأخير من البطولة العربية رغم ان هذا الانسحاب ليس له ما يبرره لان الموعد الذي احتج بشأنه مازال بعيدا (في شهر ماي) عندما يتزامن تربص المنتخب المصري مع لقاء الأهلي المصري والطلبة العراقي ولا يعرف الى حد الآن ان كان مدرب المنتخب المصري سيوجه الدعوة الى بعض لاعبي الاهلي أم لا ولذلك هدّد الاتحاد العربي بفرض عقوبات على الفريق المصري سواء مالية او بعدم المشاركة في المسابقات القادمة. حلول لتجنب الهروب بعد الانسحابات والاحتجاجات والعقوبات المنتظرة ضد المنسحبين بدا واضحا ان الاتحاد العربي مطالب بايجاد الحلول واعادة النظر في المسابقة وبالامكان سرد البعض منها. * الحل الأول: ويمكن في انتقاء الاندية المشاركة في البطولة العربية ويجب منع الفرق من المشاركة المزدوجة اقليميا وقاريا وكمثال على ذلك نجد النادي الصفاقسي وهو الوحيد الذي شارك في البطولة العربية فقط وهو الوحيد الناجح الى حدّ الان رغم أنه لم يكن له ملعب واضطر الى اجراء كل اللقاءات بعيدا عن ميدانه ويبدو ان هذا الحل هو الافضل والاسهل وهو حل عملي ايضا، وهكذا تنشط البطولات العربية بالتوازي مع البطولات القارية. * الحل الثاني: وهو حل راهن عليه الاتحاد العربي ولكنه يبدو صعب التطبيق ويتمثل في انسحاب الاندية العربية من مسابقات افريقيا وآسيا والمشاركة في البطولة العربية فقط، وهو حل مستبعد لان الاندية لا يمكن أن تغامر. * الحل الثالث: ويتمثل في البحث عن صياغة أخرى للمسابقة العربية وذلك باجرائها في شكل دورة تدور في كل مرة بدولة عربية (نظام التداول) وتجنب اقامة البطولات المطولة في شكل ذهاب واياب، وهو حل عملي ايضا وبامكانه ان يضمن مشاركة أفضل الاندية.