نفى السيد عثمان بن عرفة الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) أن يكون للارتفاع الحاصل في كلفة انتاج الكهرباء أي انعكاس على المستهلك وقال خلال اللقاء الاعلامي الذي جمعه بالصحفين أمس بمقر الشركة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية والأربعين لتأسيسها ان مشاورات تجري حاليا مع الحكومة لمراجعة معاليم الكهرباء لكن الى حدّ الآن لم تتمّ الزيادة في هذه المعاليم بناء على ارتفاع كلفة الانتاج. وكان السيد عرفة شدّد في مفتتح اللقاء على التحديات التي تواجهها الستاغ والتي منها ارتفاع كلفة الانتاج بسبب ارتفاع كلفة النفط التي مرّت من 12 الى 30 دولارا للبرميل الواحد خلال السنوات الخمس الأخيرة كما تواجه الشركة تحدّي تطوير انتاج الكهرباء والغاز الطبيعي كمّا وكيفا. ويكلف ارتفاع أسعار النفط الستاغ سنويا مبلغ 15 مليون دينار. كما نفى مدير الشركة في اجابته على استفسارات الصحفيين أن يكون للشركة أي دخل وأية علاقة بانتفاخ فاتورة الكهرباء خلال الأشهر الفارطة وقال ان المسألة تتعلق أساسا بحجم الاستهلاك الذي ارتفع بشكل واضح لأسباب عديدة منها اقبال المواطنين على استعمال المكيفات وكثافة متابعة البرامج التلفزية مثل برامج «ستار أكاديمي» و»بيغ براذر» التي يتابعها الكثيرون والى حدود الساعات الأولى من الفجر. وتؤكد مصادر الشركة أن استهلاك الكهرباء سجل زيادة خلال الثلاثية الأولى من العام الحالي بلغت 9 مقارة بالسنة الفارطة ويقدّر الاستهلاك السنوي للتونسيين من الكهرباء بنحو ألف كيلواط. ويؤثر التكييف بوضوح على حجم الطلب على الكهرباء حيث تطور الطلب في هذا الاطار من 345 ميغاوات سنة 1998 الى 590 ميغاوات خلال الأشهر الأولى من العام الحالي. وأفاد مدير الشركة أن فاتورة جديدة للكهرباء ستصدر قريبا وهي حاليا في مرحلة الطبع وستكون هذه الفاتورة أكثر وضوحا من الفاتورة الحالية حيث ستتضمن كافة المعطيات والتفاصيل حول معاليم الاستهلاك بشكل يسمح للحريف باحتساب المعلوم النهائي المطلوب بنفسه والتأكد بدقة بأن هذا المعلوم يتطابق فعلا مع حجم الاستهلاك. وأحال السيد عثمان بن عرفة الكلمة لأحد مسؤولي الشركة للإجابة على سؤال «الشروق» حول الأسباب التي تجعل التيار الكهربائي يصل ضعيفا الى الحرفاء ببعض الأحياء السكنية مثل أحياء مدينة منزل بورقيبة وتينجة وغيرها مما يؤثر سلبا على الأجهزة التي تشتغل بالكهرباء والثلاجات وأجهزة التلفزة والمكيفات وغيرها. وأبرز المسؤول أن الستاغ لها برنامج خاص بهذه الأحياء وذلك في ا طار برنامج أشمل يتعلق بتحسين جودة شبكات الكهرباء وخصصت له الشركة مبلغ 250 مليون دينار وسيتواصل تنفيذه على امتداد ثلاث سنوات. وقد تمّ الى حد الآن تشخيص كافة الأحياء والمناطق التي تشكو من ضعف التيار الكهربائي وقد تمّ الشروع في تنفيذ هذا المشروع في بعض الأحياء بداية من السنة الفارطة وسيأتي الدور بالتدرّج على بقية الأحياء مؤكدا أن أحياء منزل بورقيبة وتينجة مدرجة في هذا البرنامج. وردّا على سؤال آخر أكد السيد بن عرفة أن الشركة قامت برفع كافة المعدات والوحدات الخاصة بانتاج الكهرباء والغاز من الأحياء السكنية مؤكدا أن هذا الأمر تمّ أيضا بالنسبة لحي العمران الأعلى الذي يحتضن مقرّا اداريا للشركة. وقال المسؤول الأول للستاغ ان مشكل نقص الانتاج والتزويد خلا السنوات المقبلة غير مطروح بالمرة كما ان فتح قطاع انتاج الكهرباء للخواص ليس مطروحا حاليا وانه يجرى حاليا تقييم تجربة أولى تهم تشريك أحد الخواص في هذا المجال. وأفاد أن برمجة الانتاج تتمّ حسب الزيادة في الاستهلاك وخاصة في أوقات الذروة حيث تسجل الشركة زيادة بنسبة 10 سنويا في هذا الخصوص. وتحدث السيد بن عرفة من ناحية أخرى عن الحوادث والاعتداءات التي تتعرض لها شبكة الكهرباء والتي قال ان لطائر اللقلق نصيبا وفيرا فيها حيث يعمد هذا الطائر الى بناء أعشاشه فوق أعمدة الكهرباء مما يدخل عليها اضطرابا.. فنضطرّ للتدخل ونبني له ألواحا معدنية في أعلى الأعمدة ليبني عليها أعشاشه، وهو ما يكلفنا نحو 40 ألف دينار سنويا.