عن عمر يناهز 81 عاما، رحل في هدوء الفنان القدير محمود مرسي الذي أثرى كل أنواع التمثيل بما لديه من موهبة وضعته في مصاف كبار النجوم فقد مثل للمسرح والاذاعة والتليفزيون والسينما. ورغم تنوع الوسائل إلا أن حجم أو كم الاعمال التي تركها لنا قليلة حيث كان الراحل يدقق جدا في كل عمل يقوم به ومن هنا فلا غرابة أن اعمال محمود مرسي القليلة بصمات فنية واضحة في كل المجالات. اعتزل محمود مرسي الوسط الفني منذ بداياته فلا يظهر إلا في «بلاتوه» تصوير أو أستوديو الاذاعة للتسجيل أو في بروفات المسرح. «الشروق» أجرت العديد من المقابلات مع نجوم الفن الذين أكدوا على أن خسارة محمود مرسي لا تعوض فهو الاستاذ والمعلم والفنان الملتزم. ** تحدث الينا في البداية الفنان حسن يوسف والذي عمل مع محمود مرسي في واحد من أشهر المسلسلات التليفزيونية التي تناولت الوسط الصحفي وهو مسلسل «زينب والعرش» وشاركهم البطولة صلاح قابيل وسهير رمزي وهدى سلطان... قال حسن يوسف في أغلب المشاهد التي جمعتني مع الفنان محمود مرسي كنت أنظر اليه نظرة الاعجاب بهذا الاداء الراقي خاصة في المشاهد التي جمعتنا مع الراحل صلاح قابيل... أما عن الالتزام بالمواعيد والالتزام بالنص فهذه من المفروض أنها بديهيات وكل فنان يحترم نفسه وتاريخه يلتزم بها فلا غرابة ان تجد محمود مرسي موجودا قبل الجميع. ** «الشروق» حاولت الاتصال بالفنانة شادية أو «فؤاده» التي شاركته بطولة «شيء من الخوف» الذي يوصف كواحد من أعظم الافلام في تاريخ السينما المصرية ولكنها اعتذرت عن الحديث وقالت رحم الله محمود مرسي. ** المخرج التليفزيوني محمد فاضل الذي قدم مع الراحل محمود مرسي مسلسلات ناجحة منها «أبو العلا البشري» قال عن العلاقات المضيئة من تاريخي الفني في العمل مع الفنان الراحل محمود مرسي الذي كان رغم تاريخه الفني العريق يستمع الى المخرج بآذان صاغية وعندما يشعر برهبة الفنان الصغير كان يوجهه ولا يتعمد سرقة الكاميرا فنجوميته تغنيه عن هذا. إن محمود مرسي ترك بصمات في كل مجال عمل فيه كان حريصا في الاختيار لذلك نجد أنه ظهر وأثبت وجوده وسط جيل من العمالقة فيه شكري سرحان وكمال الشناوي وأحمد مظهر... وغيرهم. أخيرا نقول ان محمود مرسي كان لا يدلي بأحاديث صحفية أو مقالات إذاعية وتلفزية ويقول دائما: «على الممثل أن يشغل كل وقته بالتمثيل ولا شيء سواه». وتنفيذا لوصيته دفن في مدينة الاسكندرية بدون ضجة ولكنه ترك ثروة فنية لا تقدر بثمن، وكان قد أوصى الفنانة سميحة أيوب زوجته السابقة وأم ابنه الوحيد بعدم الاعلان عن وفاته إلا بعد دفنه حتى لا يكلف نقابة الممثلين وزملاءه الفنانين مشقة السفر وتشييع جثمانه في دليل جديد على تواضع الفنان الذي تحس به حيّا على الدوام.