قال السيد أحمد إبراهيم الأمين العام المساعد لحركة التجديد في حديث خاص للشروق ان الحركة قد تعلن في نهاية شهر ماي المقبل عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وعن اسم المترشح الذي سيقع اختياره بالتشاور مع المبادرة الديمقراطية. كما تحدث الأمين العام المساعد عن استعدادات الحركة للانتخابات القادمة وللمؤتمر الوطني الثاني وعن خلافة السيد محمد حرمل. س : تبدو حركة التجديد مقبلة على محطتين سياسيتين مهمتين أولاهما الانتخابات العامة والثانية المؤتمر الوطني القادم لكن يلاحظ أن الحركة لم تعلن بعد عن مواقفها واستعدادها للحدثين ألا تعتقدون أن الوقت بدأ يضغط؟ *فعلا لكن هاتين المحطتين لا تحتلان نفس الترتيب في سلم الأولويات فالموعد القانوني للمؤتمر الثاني (وهو ماي 2005) مازال بعيدا نسبيا وسوف نشرع في الإعداد للمؤتمر حال انتهاء المعركة الانتخابية التي لم تعد تفصلنا عنها إلا ستة أشهر تقريبا.. وقد أعلنت الحركة عن مواقفها واستعدادها لهذا الموعد السياسي الهام منذ مدة. س : نلاحظ أن ثقافة التحالف والعمل المشترك لم تنجح بين أحزاب المعارضة رغم عديد التجارب وتقارب تشخيص وتقييم المشهد السياسي.. فلماذا هذا الفشل المتكرر؟ *المعروف عن حركة التجديد ان ما أسميته «ثقافة التحالف» مكوّن أساسي من هويتها حيث تعتبر ان مهمتها الرئيسية هي بناء حركة ديمقراطية وتقدمية موحدة قادرة على تغيير موازين القوى. لكن مع الأسف فعلى الرغم من بعض التجارب الجزئية الإيجابية إلى حدّ ما، فقد ظلت فكرة التحالف غير مفهومة لدى معظم الأطراف السياسية المعنية بالعمل المشترك والتحالف حيث هناك نزعة إلى التصرّف وكأن الحركة الديمقراطية مختزلة في هذا الحزب أو ذاك بل أحيانا في المسؤول الأول لهذا الحزب أو ذاك.. وعلاوة على الحسابات الحزبية الضيقة هناك أسباب فكرية وسياسية لتعثر العمل المشترك والتحالف وهي أسباب تتعلق بهوية الحركة الديمقراطية ومشروعها حيث نرى أنه مشروع تحديثي تقدمي وتحرري يفترض العمل على تدعيم وتعميق المكاسب الوطنية في مجال تحرير المرأة وغيره في حين لا ترى بعض الأطراف مانعا من التحالف مع التيارات الداعية إلى التراجع في هذه المكاسب. س : كثر الحديث عن المبادرة التي تدعو إلى أن يكون مرشح التجديد في الانتخابات الرئاسية مرشح المعارضة الديمقراطية فأين وصلت هذه المبادرة وماهي حظوظ نجاحها؟ *هذه المبادرة وجدت صدى إيجابيا لدى أوساط واسعة من المناضلين الديمقراطيين الذي يحدوهم الهاجس التوحيدي والحرص على تجاوز التشتت فتبناها الكثيرون داخل الأحزاب وخارجها وتجند من أجل إنجاحها عدد هام من الشخصيات السياسية المعروفة على الساحة. وقد صاغ أنصار هذه المبادرة أرضية سياسية مشتركة ونداء إلى الرأي العام هو الآن بصدد الإمضاء من قبل أعداد متزايدة من الديمقراطيين كما تم بعث لجان جهوية وقطاعية للمبادرة في تزامن مع مواصلة الاتصال بمختلف الأطراف ذات الاهتمام حتى تساهم في إنجاح هذه الفرصة. ومن المرجح أن تكون نهاية شهر ماي مناسبة للإعلان الرسمي عن الترشح في الرئاسية وعن اسم المترشح الذي سيقع اختياره بالتشاور مع المبادرة الديمقراطية. س : هل تعتقدون ان إعلان السيد محمد حرمل عن مغادرة المسؤولية الأولى في الحزب خلال المؤتمر القادم سيطرح موضوع الخلافة أم أن الأمر محسوم وغير مرتبط بالأشخاص؟ *ليس صحيحا ان دور الأشخاص ثانوي خاصة إذ تعلّق الأمر بشخصية في حجم ا لرفيق محمد حرمل المناضل الوطني والديمقراطي وإضافاته السياسية والفكرية ولكن الحركة لها تقاليده ديمقراطية متينة من ضمنها توخي أسلوب القيادة الجماعية المستند إلى وحدة فكرية وسياسية تجعل ما سميته موضوع «الخلافة» غير مطروح عندنا بالصيغة التي ربما تكون موجودة لدى غيرنا من الأحزاب فهذا الموضوع ليس من اهتماماتنا اليوم وكل جهودنا منصبة اليوم على إنجاح حركتنا في المعارك السياسية القادمة.