دعت المملكة العربية السعودية إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي مشيرة إلى أن برنامج إيران النووي يمثل تهديدا للأمن والإستقرار الإقليمي والدولي. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف في بداية مؤتمر "الخليج والعالم " الذي يعقد في الرياض على مدى يومين، إن" إيران تتصرف على نحو يشير إلى عدم اهتمامها بمبادئ الاحترام المتبادل مع دول مجلس التعاون الخليجي". وأضاف خلال المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من المتخصصين في الشأن الخليجي من المملكة ودول الخليج ومن مختلف دول العالم وكبار المسؤولين في المنظمات الإقليمية والدولية لمناقشة ما يسمى ب"الربيع العربي"، أن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية مازالت مستمرة "مشيرا إلى أنها ماضية في برنامجها النووي وتجاهل مطالبات العالم ومخاوفه المشروعة من سعيها لتطوير هذا السلاح الفتاك". وقال "إن ذلك يخلق تهديدا جديا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي". إلا أن تركي بن سعود قال إن "من حق إيران وبقية دول المنطقة الاستعمال السلمي للطاقة النووية"، مؤكدا "أن ذلك يجب أن يكون تحت إشراف ومراقبة وكالة الطاقة الذرية". من ناحية أخرى تركي "أن المنطقة العربية تشهد تحولات عميقة لم تشهد مثلها من قبل ما اصبح يعرف بال"الربيع العربي"، مشددا "على ضرورة الوقوف وقفة مسؤولة للحفاظ على دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية". ودعا إلى عدم إغفال المطالب المشروعة للشعوب "مشيرا إلى أن الأزمة المالية العالمية ما زالت تلقى بظلالها على الدول والشعوب". وقال أن "التحديات التي تواجها دول الخليج تمثل تهديدا للأمن القومي والاستقرار العالميين لما تملكه هذه الدول من احتياطيات ضخمة من النفط و الغاز". وأضاف أن الأزمات برهنت للجميع صعوبة السيطرة عليها بشكل انفرادي من قبل الدول"، مشيرا إلى "أن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهتها بصورة فعالة ومؤثرة". من جهة ثانية دعا تركي "المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل بحزم للتخلي عن منطقة القوة وتبني خيار السلام والاعتراف للشعب الفلسطيني بحثه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وقال إن "دول مجلس التعاون الخليجي مصممة على حماية أمن شعوبها واستقرارها ومكتسباتها في وجه المخاطر والتهديدات". وتوقع "أن تحقق دول مجلس التعاون الخليجي الست، الغنية بالنفط، معدلات نمو قد تصل إلى 8% وهو قريب من معدلات النمو التي كانت قبل الأزمة المالية العالمية". ومن المقرر أن يناقش المؤتمر في 7 جلسات، حالة ما يسمى ب"الربيع العربي"، ومجموعة من المواضيع المهمة المتعلقة بمنطقة الخليج، منها دور دول مجلس التعاون الخليجي في المتغيرات الدولية والإقليمية، والتغييرات السياسية في المنطقة وانعكاساتها، والبيئة الأمنية الإقليمية للمنطقة، إضافة إلى تحولات القوى العالمية ودور القوى التقليدية والقوى الصاعدة. كما يتناول المؤتمر الآفاق المستقبلية للطاقة العالمية، وكيفية المحافظة على النمو الاقتصادي في ظل ظروف اقتصادية متقلبة، والتوقعات بشأن مستقبل المنطقة. ومن المقرر أن يتحدث في المؤتمر رئيس الاستخبارات العامة السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، ورئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ووزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان ، ووزير النفط السعودي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية الدكتور نصير عايف حبيب العاني، وغيرهم من الشخصيات الخليجية والدولية الأخرى، فيما تغيب إيران عن فعاليات المؤتمر الدولي. ومن الشخصيات المقرر حضورها في المؤتمر، أيضا قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال جيمس ماتيوس، أمين عام حلف الناتو أندرس فوج راسموسن، وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون، وزير خارجية الصين يانج جيتشي، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولي بيتروشوف، ومستشار الأمن القومي في الهند شيفشنكار مانون، ونائب وزير الخارجية في سنغافورة بايلهاري كوسكان، ومدير مركز المنظمة الدولية والقانون في معهد شنغهاي للدراسات الدولية في الصين الدكتور ييي كينج، ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في تركيا الدكتوربولنت أرس.